للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي يوم الإثنين ثالث شعبان توجه القضاة ووكيل بيت المال إلى باب كَيْسان فوقفوا عليه وعلى هيئته ومن نية نائب السلطنة فتحه ليتفرج النَّاسُ به. وعدم للناس غلات كثيرة وأشياء من أنواع الزروع كثرة الجراد، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

وفي هذا اليوم خلع على المحتسب أمين الدين سالم وأشعل العامة الشموع، ودعوا له على عادتهم، وقد غلت الأسعار في أيامه، وقلت الأخباز، وأبيع الخبز بسعر أزيد مما كان مع التغيير، ثم تصلح الحال قليلًا.

وفي يوم الجمعة الحادي والعشرين منه، نودي في الجيش أن يركب بكماله صحبة نائب السلطنة بعد الصلاة، فاهتموا لذلك، وخرجوا صحبته الصعب والذلول، وسار بهم نحو البحرة شرقي دمشق بقية يومهم وليلتهم، ثم كبسوا في صبيحة يوم السبت فريق معيقل؛ فانتهبوا إبلًا كثيرة نحو سبعة آلاف جمل، وأمتعة وأثاثًا، ثم كروا راجعين سالمين غانمين (١).

فتح باب كَيْسَان (٢) بعد غلقه نحوًا من مئتي سنة:

وفي يوم الأربعاء السادس والعشرين منه اجتمع نائب السلطنة والقضاة عند باب كيسان، وشرع الصُّنَّاع في فتحه عن مرسوم السلطان الوارد من الديار المصرية، وأمر نائب السلطنة وإذن القضاة في ذلك واستهل رمضان وهم في العمل فيه.

وفي العشر الأخير منه توفي [الشريف شمس الدين محمد (٣) بن علي بن الحسن بن حمزة الحُسَيْني (٤)، المحدث المحصل، المؤلّف لأشياء مهمة في الحديث (٥) قرأ وسمع وجمع وكتب أسماء الرجال بـ "مسند" الإمام أحمد، واختصر كتابا (٦) في أسماء الرجال مفيدًا، وولي مشيخة الحديث التي


(١) ليست في أ وب وط، وهي في الأصل.
(٢) الذيل التام (١/ ٢٠٢).
وكيسان له صحبة، وقيل: كان يتجر في الخمر في زمن النبي ، فلما حَرَّمت الخمر نهاه النبي عن ذلك، وذكر فيمن نزل حمص من أصحاب رسول الله وولده بدمشق وقيل: توفي بحمص. ترجمته في مختصر تاريخ دمشق لابن منظور (٢١/ ٢٢٨).
وباب كَيْسان مكان كنيسة بولس في دمشق.
(٣) ترجمته في الوفيات لابن رافع (٢/ ٢٩٠) والدرر الكامنة (٤/ ٦١) والذيل التام (١/ ٢٠٥) وفيه: صاحب الذيل على العبر، وطبقات الحفاظ.
(٤) في ط: الحسني.
(٥) اختصر الأطراف ورتبها على الحروف.
(٦) اختصر تهذيب الكمال للمزِّي.

<<  <   >  >>