للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غير مرة، وكان مليح الشكل كثير التودُّد إلى الناس، حسن الأخلاق، توفي يوم الأحد ثالث عِشْري رمضان بزاويته بالمزة، ودفن بمقبرة المزة، وكانت جنازته حافلة.

وفي يوم الجمعة ثامن عشري رمضان صُلّي بدمشقَ على غائب وهو الشَّيخ هارون المقدسي (١) توفي ببعلَبَكّ في العشر الأُخر من رمضان، وكان صالحًا مشهورًا عند الفقراء.

وفي يوم الخميس ثالث ذي القعدة توفي:

الشيخ المقرئ أبو عبد الله (٢): محمد بن إبراهيم بن يوسف بن غصن (٣) الأنصاري القَصْري ثمّ السَّبْتي بالقدس (٤)، ودفن بما ملي، وكانت له جنازة حافلة حضرها كريم الدّين والنَّاسُ مشاة، ولد سنة ثلاث وخمسين وستمئة، وكان شيخًا مهيبًا، أحمر اللحية من الحناء، اجتمعت به وبحثت معه في هذه السنة حين زرت القدس الشريف، وهي أول زيارة زرته، وكان مالكيَّ المذهب، وقد قرأ "الموطَّأَ" في ثمانية أشهر، وأخذ النَّحو عن الأستاذ (٥) أبي الربيع شارح "الجمل" (٦) للزجَّاجي من طريق شُرَيْح.

شيخنا الأصيل [المعمَّر الرُّحلة] (٧): شمس الدين أبو النصر محمد (٨) بن عماد الدين أبي الفضل محمد بن شمس الدين أبي نصر محمد بن هبة الله بن محمد بن يحيى بن بندار بن مميل الشيرازي.

مولده في شوال سنة تسع وعشرين وستمئة، وسمع الكثير، وأسمع وأفاد في علَّته شيخَنا المزِّي تغمده الله برحمته، قرأ عليه عدة أجزاء بنفسه أثابه الله، وكان شيخًا حسنًا خيّرًا مباركًا متواضعًا، يذهِّب الربعات والمصاحف، له في ذلك يد طولى، ولم يتدنَّس بشيء من الولايات، ولا تدنَّس بشيء من وظائف المدارس ولا الشَّهادات، إلى أن توفي في يوم عَرَفة ببستانه من المِزَّة (٩)، وصُلّي عليه بجامعها ودفن بتربتها .


(١) لم أقع على ترجمة له.
(٢) هذه الترجمة ليست في ب.
(٣) في ط: عصر.
(٤) ترجمته في طبقات القراء لابن الجزري ٢/ ٤٧ - ٤٨ (بشار).
(٥) ليست في ط.
(٦) في ط: المجمل وهو تحريف.
(٧) ليست في ط.
(٨) ترجمته في الذيل (ص ١٣١) والدرر الكامنة (٤/ ٢٣٣) والشذرات (٦/ ٦٢).
(٩) كانت قرية قريبة من دمشق في الغوطة. ياقوت وأيضًا في غوطة دمشق لمحمد كردعلي. أقول: وهي متصلة اليوم بدمشق وتشكل حيًّا من أحيائها الجديدة العامرة.

<<  <   >  >>