للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي يوم الثلاثاء الثاني والعشرين منه. قدمَ الأميرُ طَيْبُغا الطَّويل من سجن إسكندرية في أُبهّة هائلة ذاهبًا إلى نيابة حلبَ، فتلقَّاه نائبُ السلطنة والجيشُ فنزلَ [القصرَ] (١).

وخُلع على الشّريف علاءِ الدّين الحُسيني بولاية المدينة يوم الخميس الرابع والعشرين منه، ونزل في دار الصَّارم الحَوْلَداري بدرب أبي نصر، وإنَّما يقال له: درب بني نصر.

وفي هذا اليوم قدمَ الأمير إشقتَمِر من سجن إسكندرية أيضًا على نيابة طرابُلُس عودًا على بدءِ، فنزل بدار طَيْدمِر الإسماعيلي، واجتمعتُ به هناك في أمرٍ يتعلّق ببعض الفقهاء فأجاب.

وفي العَشْر الأخير منه: جاءَ الخبرُ بوفاة الشيخ الإمام العلامة بهاء الدين بن عَقيل (٢) أحدِ علماءِ الشَّافعية بمصرَ، وشيخِ العربيَّة، وله مصنفاتٌ كثيرةٌ مفيدةٌ (٣)، وكانت فيه رياسةٌ وحشِمْةٌ وتجمُّل، وله جوامك كثيرة، وتوسُّعُ في الملابس والمآكل، وقد جاوزَ السَّبعين .

شهر ربيع الآخَر، أوله الأربعاء. في ليلة مستهله كنت قد رُحت من آخر النهار للسّلام على نائب السَّلطنة الأمير مَنْجَك بدار السعادة، رأيتُ منه إكرامًا وإحسانًا، وسألتُه عن كيفيّة ما كان من أمره بأياس مع الفرنج قبل وصول الأمير مَنْكَلي بُغَا، فأخبرني بنحو ما أَخبرني به مَنْكَلي بُغَا، وزادني على ذلك في صفة [تصدِّيه] (٤) قريب العشرين ألفًا، وليس معه مماليك سوى خمسة وثلاثين مملوكًا، ومن التُّركمانِ نحو المئتين، ومع هذا ذكر أنَّه كَسَرَهُم غيرَ مرَّة قبلَ قدوم الجيش صُحبة مَنْكَلي بُغَا.

وفي يوم السبت حادي عشره خُلع على الأمير ناصر الدين ابن أَمير علم بنيابة بعلبَكّ، وعلى الأمير علاء الدين بن بَهَادُر الشُّجاعي بولاية البرِّ عودًا على بدْءٍ.

ثم في يوم الإثنين العشرين منه لبس الأميرُ علاء الدّين المذكور لنقابة النُّقَباء، وأُخذت منه ولاية البرّ لبركةَ بن لاقى.

ومن أوّل هذا الشهر باشرَ نظر الجامع الأمير جاروخي (٥) الذي كان دوادار السلطان بمرسومِ ملك الأمراء، فضيَّق على المباشرين وشدَّد عليهم.


(١) انظر تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٣١١.
(٢) هو: عبد الله بن عبد الرحمن بن عقيل.
ترجمته في: تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٣٣١، والنجوم الزاهرة ١١/ ١٠٠، والذيل التام ١/ ٢٢٨، وبغية الوعاة ٢/ ٤٧.
(٣) على رأسها: شرح الألفية لابن مالك، وشرح التسهيل. له أيضًا.
(٤) في الأصل: طمس قدر كلمة.
(٥) في الأصل: (جاوجي) تحريف.

<<  <   >  >>