للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شهر جمادى الأُولى، أوّلُه الجمعة. ليلةُ ثانيه كانتْ ليلةَ الميلاد؛ فنُودي في البلد من قِبَلِ نائب السّلطنة ألا يُوقد فتائل النّيران، ولا يَلعبُ أحدٌ بنفطٍ ولا شيءٍ من الملاعيب التي تتعلّق بليلة الميلاد - فجزاه الله خيرًا.

وفي ليلة ثالثه قُدِمَ بالأمير الكبير بَيْدَمِر الذي كان نائبَ الشَّام من صفدِ محيطًا به، فأنزل في المدرسة الدِّماغية (١)، ورَسَمَ عليه نقيبُ النُّقباء، والمطلوب منه إقامة حساب ما صُرف على عمل الشَّواني التي ببيروت (٢).

وفي يوم الأربعاء ثالث عشره نُودي بالبلد عن مرسومِ نائبِ السَّلطنة أنَّ من وجدَ ذميًّا بعد المغرب فلَهُ سلَبُه.

ولبسَ الأميرُ المارداني خلعةَ نيابة السَّلطنة بمصر في رابع عشره بعد تمنُّع شديدٍ منه، ثم أُلزم بذلك حتَّى ذُكر أنَّ السلطان ألبسه الخلعةَ بيده.

وفي يوم الخميس رابع عشره قُرئَ كتابُ السّلطان بدار السّعادة بحضرة نائب السّلطنة والقضاة أن تُحمل أموالُ الغياب إلى الدّيار المصريّة، وكذلك زكوات أموال الأَيْتام وفائضُ المرتَّب على الصَّدقات، وتحريرُ أموال الأسرى، وأنَّ المراسيم الزَّائدة بعد الأمير مَنْكَلي بُغا على الجامع تَبْطُل، كريمًا وشريفًا. ويُستعاد منهم ما قَبَضُوه من ذلك، وكذلك رُسِمَ أن يُؤخذ زكاة أموال الأغنياء عن سنةٍ كاملة، فرُسِمَ حينئذٍ أن يتكلَّم الأميرُ شهاب الدِّين بن الحمصي وشاد الأوقاف وجاروخي، ويجلسوا في الشباك الكمالي، وجلس معهم نائب وكيل بيت [المال] (٣) شهاب الدين الزّهري مفتي دار العدل، ثم جاء مرسوم شريف أن يتكلم [بذلك] (٤) الأميرُ شهابُ الدّين بن صبحٍ ومعه جمالُ الدّين بن الرّهاوي، فجلسوا في الشباك أيامًا، ثمّ انتقلوا إلى البَادْرائيّة (٥)، واستُحضر أربابُ الأموال من المرابين وغيرهم، وحُرِزَ عليهم أكثر من أولئك، وكثُر تشكّي التُّجار وغيرهم، وبالله المستعان.

وكُسف القمرُ ليلةَ الجُمعة خامس عشره بعد عشاء الآخرة، ونُودي في المآذن لصلاة الكُسُوف.


(١) داخل باب الفرج، شمالي المدرسة العمادية. انظر الدارس ١/ ١٧٧.
(٢) انظر تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٣١٢. وفيه: ما صرف في عمل الشّواني أيام الأمير يَلْبُغَا.
(٣) في الأصل: طمس قدر كلمة.
(٤) في الأصل: طمس قدر كلمة.
(٥) في الأصل: (السباذرائية). تحريف. وهي داخل باب الفراديس والسّلامة، كانت سابقًا تعرف بدار أسامة. انظر الدارس ١/ ١٥٤.

<<  <   >  >>