للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بمدارس كبار، وُلِّي مشيخة دار الحديث بالقُبّة المنصوريّة، وكان بارعًا فاضلًا، عنده فوائد كثيرة جدًّا، غير أنَّه كان سيءَ الأخلاق منقبضًا عن الناس، لم يتزوَّج قطُّ، وكان حسن الشكل بهيَّ المنظر، يأكل الطيبات ويلبس اللَّيِّن من الثياب، وله فوائد وفرائد وزوائد على "الروضة" وغيرها، وكان فيه استهتار لبعض العلماء فالله يسامحُه، وكانت وفاته يوم الثلاثاء المنتصف من رمضان، ودُفن بالقَرَافة . انتهى.

الشيخ الإمام العلامة ابن القَوْبَع: ركن الدين بن القَوْبَع، أبو عبد الله محمد (١) بن محمد بن (٢) عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الرحمن بن عبد الجليل القرشي (٣) الجَعْفريّ (٤) التُّونسي المالكيّ، المعروف بابن القَوْبَع (٥)، كان من أعيان الفُضَلاء وسادة الأذكياء، ممَّن جمع الفنون الكثيرة والعلوم الغزيرة (٦) الدِّينية الشَّرعية الطَّيِّبة، وكان مدرسًا بالمَنْكُوتَمُريَّة (٧)، وله وظيفة في المارستان المنصوري، وبها توفي في بكرة السابعَ عشرَ من ذي الحجة، وترك مالًا وأثاثًا ورثه بيتُ المال والله أعلم.

والحمد لله وأستغفر الله ولا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل (٨).

قلت: وهذا آخر ما أرّخ شيخُنا الحافظ علَم الدين البِرْزالي في كتابه الذي ذيل به على تاريخ الشيخ شهاب الدين أبي شامة المقدسي (٩) وقد كانت وفاة البرزالي في العام القابل وهو محرم بمنزلة خليص (١٠) وقد ذيّلت على تاريخه إلى زماننا هذا، وكان فراغي من الانتقاء من تاريخه في يوم الأربعاء العشرين من جُمادى الآخرة من سنة إحدى وخمسين وسبعمئة، أحسن الله خاتمتها آمين (١١).


(١) ترجمته في الوفيات لابن رافع (١/ ٢٣٤) والديباج المذهب (ص ٣٢٩) والدرر الكامنة (٤/ ١٨١) والنجوم الزاهرة (٩/ ٣١٥) وبدائع الزهور (١/ ٤٧٦).
(٢) ليست في ط.
(٣) في ط: الوسي وهو تحريف.
(٤) نسبة إلى جعفر الطيار، ابن أبي طالب . اللباب (١/ ٢٣٠).
(٥) نسبةً إلى طير معروف عند المغاربة.
(٦) في ط: الأخروية.
(٧) في ط: المنكودمرية، وهو تحريف وقد سبق ذكرها.
(٨) ليست في ط.
(٩) هو: عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي، مات سنة (٦٦٥) هـ. وكتابه هو الذيل على كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية. وأما تاريخ البرزالي، فهو "المقتفي لتاريخ أبي شامة" وصل إلينا مخطوطًا، وعندي نسخة مصورة منه إلى سنة ٧٢٠ (بشار).
(١٠) ليست في ط.
(١١) من المعلوم أن المادة التي ساقها الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" اعتبارًا من سنة ٦٦٥ هـ، مختصرة من كتاب "المقتفي لتاريخ أبي شامة" للبرزالي، كما نص عليه هنا، وكما ثبت من المقابلات بين التاريخين ثم أضاف له بعد هذه السنة، أعني سنة ٧٥١ هـ تتمة الكتاب إلى قبيل وفاته (بشار).

<<  <   >  >>