للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعد ما جددت عمارة المدرسة، ولم يكن أحد يحكم بها بعد وقعة قازان بسبب خرابها (١)، وجاء المرسوم للشيخ برهان (٢) الدين الفزاري بوكالة بيت المال فلم يقبل. وللشيخ كمال الدين بن الزَّمْلَكاني بنظر الخزانة فقبل وخلع عليه بطَرحه (٣)، وحضر بها يوم الجمعة، وهاتان الوظيفتان كانتا مع نجم الدين بن أبي الطيب (٤)، توفي إلى رحمة الله.

وفي شعبان سعى جماعة في تبطيل الوقيد ليلة النصف، وأخذوا خطوط العلماء في ذلك، وتكلموا مع نائب السلطنة، فلم يتفق ذلك، بل أشعلوا، وصُليت صلاة ليلة النصف أيضًا.

وفي خامس رمضان وصل الشيخ كمال الدين بن الشَّرِيْشي من مصر بوكالة بيت المال، ولبس الخلعة يوم الجمعة (٥) سابع رمضان، وحضر عند ابن صَصْرَى بالشباك الكمالي (٦).

وفي سابع شوال عُزل وزيرُ مصر ناصر الدين بن الشيخي، وقطع إقطاعه ورسم عليه، وعوقب إلى أن مات في ذي القعدة. وتولى الوزارة سعد الدين محمد بن محمد بن عطايا وخلع عليه.

وفي يوم الخميس الثاني والعشرين من ذي القعدة حكم قاضي القضاة جمال الدين الزواوي بقتل الشمس محمد بن جمال الدين عبد الرحيم الباجربقي (٧)، وإراقة دمه وإن تاب وإن أسلم، بعد إثبات محضر عليه يتضمن كفر الباجربقي المذكور، وكان ممّن شهد عليه فيه الشيخ مجد الدين التونسي النحوي الشافعي، فهرب الباجربقي إلى بلاد الشرق، فمكث بها مدة سنين ثم جاء بعد موت الحاكم المذكور، كما سيأتي.

وفي ذي القعدة كان نائب السّلطنة في الصيد، فقصدهم في الليل طائفةٌ من الأعراب، فقاتلهم الأمراء، فقتلوا من العرب نحو النّصف، وتوغَّل في العرب أمير يقال له سيف الدين بهادرَسَمِز (٨) احتقارًا


(١) تقع العادلية الكبرى شمالي الجامع تجاه باب الظاهرية، يفصل بينهما الطريق، أنشأها نور الدين زنكي. انظر الدارس (١/ ٣٦٣).
(٢) كذا في ط، وهو الصواب، كما سيأتي ذكره في وفيات سنة (٧٢٩ هـ)، وفي الأصل وأ: جمال الدين، وفي ب: تاج الدين.
(٣) الفوات (٤/ ٨).
(٤) سيأتي في وفيات هذه السنة.
(٥) ليست في ط. وأحمد محمد الشريشي، سيأتي في وفيات سنة (٧١٨ هـ).
(٦) "الشباك الكمالي": بجامع دمشق، ويصلّي فيه نواب السلطان، والذي أحدثه قاضي القضاة كمال الدين الشَّهرزوري، ولّاه نور الدين الشهيد قضاء دمشق، توفي سنة (٥٧٢ هـ)، وفيات الأعيان (٤/ ٢٤٤) والدارس (٢/ ٢٨٧).
(٧) "الباجربقي": نسبة إلى قرية (باجربق) من قرى بين النهرين، وسيأتي في وفيات سنة (٧٢٤ هـ). الدارس (٢/ ١٣).
(٨) في ط: تمر. وفي الأصل وأ: تمراز. وأثبتنا ما في الدرر (١/ ٤٩٧) والنجوم الزاهرة (٨/ ٢١٨) وفيه: سَمِز بفتح السين وكسر الميم. معناها: (السمين).

<<  <   >  >>