للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحنفي من الحج، فدخل دار السعادة أولًا، فسلّم على نائب السلطنة، ثم راح إلى منزله بالمزة. وذهب ناسٌ للسلام عليه على العادة.

وقدم القاضي بهاء الدين أبو البقاء والشيخ بهاء الدين ابن قاضي القضاة السُّبكي ليلة الأربعاء العشرين منه من الحج، فنزلا عند قاضي القضاة ببستانه، ودخل أبو البقاء البلد.

وفي ليلة الخميس الحادي والعشرين منه سقط بناء قبّةٍ على القاضي شرف الدين عبد الله ابن الشيخ بدر الدين بن الفويرة الحنفي (١)، أحد موقعي الدَّسْت، وكان مدرسًا بالزنجيلية، وشاهدًا بالخزانة العالية فمات من ساعته.

وفي صبيحتها قُرّرَ مكانه في الدَّست القاضي وليّ الدّين عبد الله ابن القاضي بهاء الدين أبي البقاء السُّبكي الشافعي، ورسم له بخلعةٍ وطرحة.

ودخل المحمل السلطاني صبيحة يوم السبت الثالث والعشرين منه، ولم يكن بين يديه من القضاة سوى المالكي؛ لأن الشافعي منقطع، والحنفي من آثار السفر، والحنبلي لا عادة له بذلك.

وأخبرنا الحجاج عما جرى على الشمس محمد الخيّاط الملقب بضفدع (٢) في درب الحجاز من تعزيره البليغِ بحلق لحيته، والمناداة عليه في الركب. وذلك بسبب هجائه لأعيان من في الرّكب كما يقال: من السّاقةِ إلى القادة، وذلك في خامس المحرم في المفازة الكبيرة، ثم لمّا جاء إلى معان توفيّ، ودُفن هنالك، سامحه الله.

وقد كان ذلق اللسان بالهجو، له من ذلك شيء كثير، وله مدائح لا توازي هجوَهُ، وقد جُمع ديوانه بخطّه وخط غيره، مدحًا وهجوا في مجلدات.

شهر صفر، أوّله الأحد، في أول ليلة سُعّر الخبز رطلٌ بدرهم، وبيعت الغرارة بمئة وسبعين درهمًا، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

وبلغنا ولاية قضاء المالكية بالديار المصرية للشيخ نور الدين علي بن السخاوي المالكي، كان قد ارتحل قبلُ بسنواتٍ، فأقام بمصر مقتصرًا على التدريس بجامع شيخون، ثم نُدب لقضاء المالكية (٣).

وفي يوم الإثنين تاسع صفر مُسك الأمير أَرْغون الكاملي الذي ناب بدمشقَ مدَّة ثم بعدها بحلبَ ثم


(١) ترجمته في تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٨٤، والدرر الكامنة ٢/ ٣٠٤، والذيل التام ١/ ١٤٦ مات في الكهولة، ولم يكمل الأربعين.
(٢) ترجمته في تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٩٤، وأعيان العصر ٥/ ٣٥٣ - ٣٦٣، والدرر الكامنة ٤/ ٣٠٠ والذيل التام ١/ ١٤٨.
(٣) ليست في أ وب وط، وهي في الأصل. من قوله: شهر المحرم، أوّله الجمعة.

<<  <   >  >>