للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

طلب إلى الديار المصرية حين وليها طازُ، فقبض عليه وأُرسل إلى الإسكندرية معتقلًا (١).

وفي يوم السبت من شهر صفر قُدِّم تقليد قضاء الشافعية بدمشقَ وأعمالها لقاضي القضاة تاج الدين عبد الوهّاب بن قاضي القضاة تقي الدين السُّبكي، على قاعدة والده، وذلك في حياة أبيه، وذهبتِ الناس للسّلام عليه (٢).

وفي يوم الأربعاء الخامس والعشرين منه حضر الدّرس بالعادلية الكبيرة حفيده أبو حاتم ابن الشيخ بهاء الدين أبي حامد أحمد قاضي القضاة تقي الدين السُّبكي.

وأخبرني جدّه أنه ابن عشر سنين، وأنه اقتدى في ذلك بالقاضي شهاب الدّين بن الخُويي (٣) حين درّس في سنة ستٍّ وثلاثين وستمئة، وهو ابن عشر سنين أيضًا بالدّماغية، وكان في كفالة الشيخ عز الدين بن عبد السلام، وأخبرني أنه سمع قاضي القضاة شمس الدين بن النقيب يحكي عن قاضي القضاة شهاب الدين بن الخويّي المذكور قال: لما درّست وأنا ابن عشرٍ خجلت، وعرقت عرقًا شديدًا، حتى خشيت إذا قمت أن يقول القائل: إنه قد بال تحته.

شهر ربيع الأول، أوّله الإثنين، عملت المواليد ليلة الثاني عشر منه بالجامع على العادة. وفي آخره عند نائب السلطنة.

وفي يوم السبت قدمَ تقليدُ قضاء الشافعية بدمشق وأعمالها لقاضي القضاة تاج الدين عبد الوهاب ابن قاضي القضاة تقي الدّين السُّبكي على قاعدة والده، وذلك في حياة والده.

ولما كان يوم الإثنين لبس الخِلع والطرحة، وركب البغلة التي أُمر له بها في تشريفه، وجاء إلى المقصورة من الجامع في كبكبة كثيرة، وجلس مع القضاة والفضلاء والأكابر، وقرئ تقليده هناك؛ قرأه الشيخ عماد الدين بن السّراج، ثم صار إلى الغزالية فدرّس بها، وحكم بها أيضًا، بحضرة قضاة القضاة سوى الحنبلي واستناب في الحكم هناك ابن أخته القاضي بدر الدين محمد بن القاضي تقي الدين أبي الفتح السُّبكي، ولقد حكم هناك أيضًا.

شهر ربيع الآخر، أوله الأربعاء، وقيل: الثلاثاء، في يوم الأربعاء أوله أو ثانيه حضر الدرس بالعادلية الكبيرة، وحضر عند والده قاضي القضاة تقيّ الدين السُّبكي، وأخذ في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا﴾ [النمل: ١٥]. واستناب يومئذٍ الشيخ شمس الدين محمد بن عمر ابن قاضي شهبة، وحكم هناك أيضًا بحضرة السُّبكي.


(١) الدرر الكامنة (١/ ٣٥٣) والذيل التام (١/ ١٤١).
(٢) الدرر الكامنة (٢/ ٤٢٦).
(٣) أحمد بن محمد الخُويّي، درّس وهو صغير بالدماغية، مات سنة ٦٩٣ هـ عن سبع وستين سنة. انظر البداية والنهاية ١٥/ ٦٩٣.

<<  <   >  >>