للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مجانين بالعقيبة، وحضر عنده جماعة من الأعيان وبعض الفقهاء على العادة.

وفي يوم السبت الخامس والعشرين منه قدم وفد من التتار من عند الشيخ حسن الكبر وطغاي بن سوسه، وخرج نائب السلطنة والجيش لتلقيهم إلى القابون، وكان يومًا مشهودًا، وذكر أنهم بعثوا ليكونوا رهائن عند السلطان الملك الناصر على أن يبعث إلى الشرق جيشًا يكون قوة لأولئك على الشيخ حسن بن تمرناش، فإذا حكموا جعلوا بغداد ومعاملتها للسلطان، ويبعث إليهم ابنه يتسلّمها منهم.

ورسم نائب السلطنة ثاني يوم قدومهم بتجهيز طائفة من الجيش لذلك، وأن يتأهبوا ويكونوا مستعدين للتجريد متى رسم لهم خرجوا، وعيّن لذلك ثلاثة آلاف من الجيش بدمشق، وخمسة آلاف من مصر، مع ما يضاف إلى ذلك من حلب وحماة وطرابلس وغيرها.

شهر ذي الحجة أوله الجمعة، في يوم سادس عشره نُودي بسوق الخيل بحضرة نائب السلطنة أن يتأهب الجيش كلهم ويتجهزوا، ومتى استنفروا من ليل أو نهار كانوا مستعدين لذلك، وأُعلموا بقدوم الركاب الشريف إلى دمشق المحروسة.

وفيه اشتريت دار الذهب التي أنشأها تنكز جوار دار القرآن المنسوبة إليه للأمير سيف الدين بشتاك الناصري (١).

وفي يوم الجمعة الثاني (٢) والعشرين من ذي الحجّة (٣) أفرج عن الأميرين المعتقلين بالقلعة وهما طَيْبُغا حاجي وأَلْجِيْبُغَا (٤)، وكذلك أفرج عن خزاندارية تنكز الذين تأخروا بالقلعة، وفرح الناس بذلك.

ذكر وفاة الملك الناصر محمد (٥) بن قلاوون: في صبيحة يوم الأربعاء السابع والعشرين (٦) من ذي الحجة قدم إلى دمشق الأمير سيف الدين قطلوبغا الفخري فخرج نائب السلطنة وعامة الأمراء لتلقيه، وكان قدومه على خيل البريد، فأخبر بوفاة السلطان الملك الناصر، كانت وفاته يوم الأربعاء بعد العصر بعد أن صلاها وغير ثيابه. وأنه صلي عليه ليلة الجمعة بعد العشاء ودفن مع أبيه الملك المنصور على ولده آنوك، وكان قبل موته أخذ العهد لابنه سيف الدين أبي بكر ولقبه بالملك المنصور، فلما دفن السلطان ليلة الجمعة حضره من الأمراء قليل، وكان قد ولى على الأمر علم الدين الجاولي (٧)، ورجل آخر منسوب إلى


(١) ليس في أو ب وط. من قوله: شهر ذي القعدة أوله حتى هنا.
(٢) في أوط: (الثامن) تحريف. وأثبت ما في الأصل.
(٣) في أوط: (القعدة) خطأ. وأثبت ما في الأصل.
(٤) في ط: طنبغا حجي وألجي بغا، ومضى الكلام فيهما.
(٥) ترجمته في: ذيل العبر للحسيني ص (٢٢٣ - ٢٢٥) وفوات الوفيات (٤/ ٣٤) والدرر الكامنة (٤/ ١٤٤) والنجوم الزاهرة (٨/ ٤١ و ١١٥) و (٩/ ١٦١) وبدائع الزهور (١/ ٤٨٢) وكتاب أخبار الأول للإسحاقي ص (١٣٠ - ١٣١).
(٦) في أخبار الأول: سابع عشر. وفي الذيل: عشرينه.
(٧) هو علم الدين سنجر بن عبد الله الجاولي، يتولى دفنه.

<<  <   >  >>