للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكفري، وذكر أنه اشترك بينهما في المعلوم، واشترطت عليهما شروط من جملتها ألّا يحكما خارج النورية، وألّا يثبتا شيئًا إلّا بعد المراجعة (١).

وفي ثاني عشره قدم الأمير أَرُقطاي (٢) نائب حلب على خيل البريد إلى دمشق مجتازًا إلى الديار المصرية أميرًا بها على خبز الأمير بدر الدين جنكلي (٣) بن البابا المتوفيّ .

وفي يوم الخميس ثامن عشره وصل الصدر بدر الدين محمد بن شرف الدين بن سيف الحرّاني من الديار المصرّية، ومعه تقليد بالحسبة بدمشق، ومعه خلعة، فلبسها بدار السعادة، وقبّل يدَ نائب السلطنة على العادة. وخرج والشموع بين يديه إلى داره بقناة الزّلّاقة (٤).

وفي يوم الجمعة سادس عِشْرَي (٥) المحرَّم من هذه السنة توفي الشيخ الصالح تقي الدين محمد (٦) بن الشيخ محمد بن قوام بزاويتهم (٧) بالسفح، وصُلِّيَ عليه الجمعة بجامع الأفْرم، ثم دُفن بالزّاوية وحضره القضاة والأعيان وخلق كثير، وكان بينه وبين أخيه ستة أشهر وعشرون يومًا، وهذا أسنُّ من ذلك.

وفتحت في أول السنة القيسارية التي أنشأها الأمير سيف الدين يَلْبُغا نائب السلطنة ظاهر باب الفرج، وضُمِّنت ضمانًا باهرًا بنحو من سبعة آلاف كل شهر، وداخلها قيسارية تجارة في وسطها بركة ومسجد، وظاهرها دكاكين وأعاليها بيوت للسَّكن.

شهر ربيع الأول أوله الخميس، في يوم الأربعاء سابعه درّس القاضي نجم الدين ابن القاضي عماد الدين إسماعيل بن العزّ الحنفي بالمدرسة المرشديّة، نزل له عنها أبوه، وحضر عنده بعض القضاة والأعيان (٨).

وفي صبيحة يوم الإثنين ثاني عشرَ ربيع الأول عُقد مجلسٌ بمشهد عثمان للنور الخراساني، وكان يقرأ القرآن في جامع تَنْكِز، ويعلّم الناس أشياء من فرائض الوضوء والصلاة، ادُّعي عليه فيه أنه تكلم في بعض الأئمة الأربعة، وأنَّه تكلَّم في شيء من العقائد، ويطلق عبارات زائدة على ما ورد به الحديث، وشهد عليه ببعض أشياء متعددة، فاقتضى الحال أن عُزِّر في هذا اليوم، وطيف به في البلد، ثم رُدَّ إلى السجن


(١) الخبر في تاريخ ابن قاضي شهبة ٢/ ٤٧٧. نقلًا عن ابن كثير. وليس في المطبوع منه.
(٢) في الأصل رقطية. تحريف وأثبت ما في أعيان العصر ١/ ٤٧٧.
(٣) في الأصل منكلي. تحريف. وأثبت ما في أعيان العصر ٢/ ١٦٣، وتاريخ ابن قاضي شهبة ٢/ ٤٦٠ في الوفيات.
(٤) ليست في أ وب وط، وهي في الأصل من قوله شهر المحرم أوله الإثنين.
(٥) في ط: السادس عشر من المحرم، وهو غلط، لأن مستهلَّ الشهر كان يوم الإثنين.
(٦) ترجمته في: الوفيات لابن رافع (٢/ ٢٤) والدرر الكامنة (٤/ ٢٠٥). وفي مصادر ترجمته: (البالسي).
(٧) هي الزاوية القوامية البَالسيّة سبق ذكرها لدى ذكر وفاة أبيه أبي بكر سنة (٧١٨) هـ.
(٨) ليست في أ وب وط. وهي في الأصل.

<<  <   >  >>