للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحاج سيف الدين مَلَك آص (١) وقاضيه شهاب الدين بن الشجرة الحاكم بمدينة بعلَبَك يومئذ، والله المستعان، انتهى.

وفي هذا العشر ركب الصاحب تقي الدين بن مراجل إلى الديار المصرية مطلوبًا على خيل البريد معظمًا، فلمّا استقر ركابه هناك وُلّي نظر الدواوين بها، وعومل معاملة عظيمة، وعُظّم تعظيم الوزارة، وسار سيرهم في الكلام في الأشياء العامة، وتولية مباشرين، وصرفهم، واستمرّ هناك.

وبعده بأيام توجه الأمير حسام الدين بن التحيتي إلى الديار المصرية ليُولّى شدّ الدواوين بدمشق.

شهر ذي القعدة، أوّله الخميس، في العشر الأول منه رجع نائب السلطنة سيف الدين يلبّغا اليحياوي من زيارة القدس الشريف، وكان قد خرج إليه بعد المحمل وكان قد خرج إليه بعد المحمل بيوم، فحصل اجتماعه بالمحمل في الصَّنمين، فحصل له ولهم مضايقة وغلاءٌ في السّعر، ثم فارقهم، وتوجّه نحو القدس الشريف، فتصيد بتلك النواحي، وزار القدس، ثم عاد سالمًا، وبعد ما وصل بأيام أمر بتسمير ستّة كانوا قد نزلوا على أهل بيت بالشاغور في بستانٍ هناك، وهم يسيرون مَنْسرًا (٢) بالليل، وأخذوا كل ما كان فيه، ونزلوا على قومٍ آخرين بعدهم بليالٍ، فقتلوا وانتهبوا، ثمّ أمكن الله منهم على يدي متولّي المدينة، فعاقبهم حتى أقرُّوا، وأحضروا أعيان العلّة فاعتقلهم نائب السلطنة، ثم أمر بهم فسمّروا، ثم بعد يوم وسّطوا في سوق الخيل، وبعضهم بباب الصّغير، وبعضهم بقبر عاتكة حيث كانت محلّاتهم.

وفي يوم الأربعاء الحادي والعشرين منه قدم بجنازةٍ الأمير أَلِلِّمش الحاجب الكبير (٣)، توفّي في بانياس، فحمل في محفّةٍ، وجيء به حتى صلَّوا عليه بباب النصر، ثم دفن بالقبيبات .

وفي هذا العشر توفي الأمير بدر الدين بن معبد البعلبكي (٤)، وكان أمير طبلخاناة، ودفن إلى جانب داره في قاعةٍ أرصدها لذلك، وأوصى لها بمشترى أوقاف توقف عليها، وجَعْلها دار قرآن وحديث.

شهر ذي الحجة أوله السبت، في مستهلّه قدم الصاحب علاء الدين بن الحراني، وصحبته الأمير حسام الدين ابن النجيبي، الأول على نظر الدواوين بدمشق، والثاني على شدّ الدواوين بها، وخُلع عليهما يوم الإثنين ثالثه، وهنأهما الناس بذلك على العادة.

وفي ثامنه قدم البريد من الديار المصرية بمنشور بدر الدين ابن الخطير بإقطاع أَلِلْمش الحاجب المتقدّم ذكره ووفاته، وبمنشور الأمير فخر الدين إياس بإقطاع ابن الخطير وحجوبية الحجاب.


(١) مات سنة (٧٥٦) هـ. الذيل للحسيني ص (٣٠٧) الدرر الكامنة (٤/ ٣٥٧).
(٢) النسر: جماعة اللصوص يسطون على الناس.
(٣) ترجمته في تاريخ ابن قاضي شهبة ٢/ ٤٥٧، وأعيان العصر ١/ ٦١٨.
(٤) ترجمته في تاريخ ابن قاضي شهبة ٢/ ٤٧٥، وأعيان العصر ٥/ ٢٥٦، والدرر الكامنة ٤/ ٢٥٢. وهو: محمد بن محمود.

<<  <   >  >>