للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقدم سُودي من مصر على نيابة حلب، فاجتاز بدمشق فخرج الناس والجيش لتلقيه (١)، وحضر السماط، وقرئ مرسوم السلطان (٢) بطلب جمال الدين نائب دمشقَ إلى مصر، فركب من ساعته على البريد إلى مصر وتكلَّم في نيابته لغيبة قرالاجين (٣).

وطلب في هذا اليوم قطب الدين موسى بن شيخ السّلامية ناظر الجيش إلى مصر، فركب في آخر النَّهار إليها فتولّى بها نظر الجيش عوضًا عن فخر الدين الكاتب كاتب المماليك بحكم عزله ومصادرته وأخذ أمواله الكثيرة منه في عاشر ربيع الأول.

وفي الحادي عشر منه باشر الحكم للحنابلة بمصر القاضي تقي الدين أحمد بن العز (٤) عمر بن عبد الله بن عمر بن عوض المقدسي، وهو ابن بنت الشيخ شمس الدين بن العماد (٥) أول قضاة الحنابلة.

وقدم الأمير سيف الدين تَمُر (٦) على نيابة طرابلس عوضًا عن الأفرم بحكم هربه إلى التتر.

وفي ربيع الآخر مُسك بيبرس العلائي نائب حمص وبيبرس المجنون وطُوْغَان وجماعةٌ آخرون من الأمراء سنَّةٌ في نهار واحد (٧)، وسُيِّرُوا إِلى الكَرَك معتقلين بها.

وفيه مسك نائب مصر الأمير ركن الدين بيبرس الدوادار المنصوري (٨)، وولي بعده أَرْغُون الدوادار.

ومسك نائب الشام وجمال الدين نائب الكَرَك، وشمس الدين سُنقُر الكمالي حاجب الحجاب بمصر، وخمسة أمراء آخرون (٩)، وحبسوا كلهم بقلعة الكرك، في برج هناك.

وفيه وقع حريق داخل باب السَّلامة (١٠) احترق فيه دور كثيرة منها دار ابن أبي الفوارس، ودار الشريف القباني.


(١) ليست في ب والذي في ب: فركب الجيش صحبة القائد لتلقيه.
(٢) في ط: المنشور
(٣) في ط: لاجين. وهو: حسام الدين قرالاجين بن عبد الله المنصوري توفي في سنة (٧١٥ هـ) ترجمته في الدرر الكامنة (٣/ ٣٣٢) وفيه: قراجين المنصوري. والدليل الشافي (٢/ ٥٤٠).
(٤) في ط: المعز
(٥) هو: شمس الدين أبو بكر وأبو عبد الله محمد بن العماد إبراهيم. مات سنة (٦٧٦ هـ) النجوم الزاهرة (٧/ ١٣٤).
(٦) هو: تَمُر الساقي المنصوري مات سنة (٧٤٣ هـ). الدرر الكامنة (١/ ٥١٩).
(٧) ومنهم: سنجر البرداني، وبيبرس التاجي. النجوم الزاهرة (٩/ ٣٤).
(٨) هو صاحب التاريخ المشهور.
(٩) ومنهم: لاجين الجاشنكير، بينجار، وألدُكُز الأشرفي، ومغلطاي. النجوم الزاهرة (٩/ ٣٤).
(١٠) في ط: السّلامية. وهو باب السّلام، المعروف في دمشق.

<<  <   >  >>