للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي ليلة الأحد عاشره توفي الشيخ صلاح الدين خليل (١) بن أيبك، وكيل بيت المال، وموقع الدست، وباشر كتابة السر بحلب وصلّي عليه صبيحة الأحد بالجامع، ودفن بالصوفية، وقد كتب الكثير من التاريخ واللغة والأدب، وله الأشعار الفائقة، والفنون المتنوعة، وجمع وصنّف وألف، وكتب ما يقارب مئتين من المجلدات.

وفي يوم الأحد حادي عشره استقرّ عزل نائب السلطنة سيف الدين قَشْتَمُر عن نيابة دمشق وأمر بالمسير إلى نيابة صَفَد فأنزل أهله بدار طَيْبُغا حاجي من الشرف الأعلى، وبرز هو إلى سطح المزّة ذاهبًا إلى ناحية صفد (٢).

وخرج المحمل السلطاني صبيحة يوم الخميس رابع عشره، وأميره شهاب الدين ابن صبح، وقاضيه القاضي نجم الدين ابن الجابي. وممن خرج من الأعيان إلى الحج في هذه السنة: قاضي القضاة جمال الدين المسلاتي المالكي، ومعه ولده أبو الخطاب، وأمه بنت قاضي القضاة بدر الدين السبكي، وأخوه قاضي القضاة بدر الدين بن أبي الفتح، والقاضي بدر الدين الجواشني نائب الخفي، والخواجا عليّ الدين السّعرتي، والشيخ أمين الدين الأنفي المالكي (٣).

وفي يوم الخميس الحادي والعشرين منه توفي القاضي أمين الدين (٤) أبو حيان، ابن أخي قاضي القضاة تاج الدين المسلاتي المالكي، وزوج ابنته، ونائبه في الحكم مطلقًا وفي القضاء والتدريس في غيبته، فعاجلته المنية.

[ومن غريب ما وقع في أواخر هذا الشهر أنه اشتهر بين النساء وكثير من العوام أنّ رجلًا رأى منامًا فيه: أنه رأى النبي عند شجرة توتة عند مسجد ضرار (٥) خارج باب شرقي فتبادر النساء إلى تخليق (٦)


(١) ترجمته في الذيل للحسيني ص (٣٦٤) وطبقات الشافعية (٦/ ٩٤) والوفيات لابن رافع (٢/ ٢٦٨ - ٢٦٩) وتاريخ ابن قاضي شهبة (٢٢٧ - ٢٢٩) نقلًا عن ابن كثير والدرر الكامنة (٢/ ٨٧) والنجوم الزاهرة (١١/ ١٩) والذيل التام (١/ ٢٠٠ - ٢٠١) وفيه: وهو صاحب الوافي بالوفيات وهو على حروف المعجم في نحو ثلاثين مجلدة. اهـ.
(٢) الذيل للحسيني (٣٦١) والذيل التام (١/ ١٩٤ - ١٩٥).
(٣) ليست في أ وب وط. وهي في الأصل.
(٤) ترجمته في: الذيل للحسيني ص (٣٦٦) والوفيات لابن رافع (٢/ ٢٧٣) والدرر الكامنة (٤/ ١٧) والذيل التام (١/ ١٩٩).
وهو: أمين الدين أبو حيان محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحيم السلمي المسلاتي الشافعي ثم المالكي.
(٥) هو: ضرار بن الأزور مالك بن أوس بن خزيمة بن ربيعة بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي. مات سنة (١٣ هـ) وقيل: غير ذلك. مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر لابن منظور (١١/ ١٥٣).
(٦) "التّخليق": التطييب بالخلوق.

<<  <   >  >>