للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي تاسع (١) شوال خرج الركب الشامي وأميرهم سيف الدين أَرْغُون السِّلَخدار الناصري الساكن عند دار الطراز بدمشق، وحج من مصر سيفُ الدِّين الدوادار وقاضي القضاة ابن جماعة، وقد زار القدس الشريف في هذه السنة بعد وفاة ولده الخطيب جمال الدين عبد الله، وكان قد رأسَ وعَظُم شأنُه.

وفي ذي القعدة سارَ الأمير سيف الدين تنكز إلى زيارة القُدْس فغاب عشرين يومًا.

وفيه وصل الأمير سيف الدين بَكْتَمُر الحاجب إلى دمشقَ من مصر وقد كان معتقلًا في السِّجن فأُطلق وأُكرم وولّي نيابَةَ صَفَد، فسار إليها بعدما قضى أشغاله بدمشق.

ونقل القاضي حسام الدين القزويني من قضاء صفد إلى قضاء طرابلس، وأُعيدت ولاية قضاء صفد إلى قاضي دمشق، فولى فيها ابن صَصْرَى شرف الدين النَّهاوندي (٢)، وكان متوليًا قضاء طرابلس قبل ذلك، ووصل مع بَكْتَمُر الحاجب الطواشي ظهيرُ الدّين مختار المعروف بالزَّرْعي، متوليًا الخزانة بالقلعة عوضًا عن الطواشي ظهير الدين مختار البلبيسي (٣) توفي.

وفي هذا الشهر أعني ذا القعدة وصلت الأخبار بموت ملك التتر خَرْبَندا محمد (٤) بن أَرْغُون بن أَبْغَا بن هولاكوقان ملك العراق وخُراسان وعراق العجم والروم وأذربيجان والبلاد الأرمينية وديار بكر.

توفي في السابع والعشرين من رمضان ودفن بتربته بالمدينة التي أنشأها، التي يقال لها: السلطانية وقد جاوز الثلاثين من العمر، وكان موصوفًا بالكرم ومحبًا للهو واللعب والعمائر، وأظهر الرفض في بلاده (٥)، أقام سنة على السنة ثم تحوّل إلى الرّفض، أقام شعائره في بلاده وحظي عنده الشيخ جمال الدين بن مُطَهَّر الحِلِّي (٦)، تلميذ نَصير الدين الطُّوسي، وأقطعه عدة بلاد، ولم يزل على هذا المذهب الفاسد إلى أن مات في هذه السنة.

وقد جرت في أيامه فتن كبار ومصائب عظام، فأراح الله منه العباد والبلاد.

وقام في الملك بعده ولده بوسعيد (٧) وله إحدى عشرة سنة، ومدبر الجيوش والممالك له الأم جوبان، واستمرَّ في الوزارة علي شاه التبريزي، وأخذ أهل دولته بالمصادرة وقتل الأعيان ممن اتَّهَمهم


(١) في ط: آخر
(٢) في ط: الهاوندي
(٣) في ط و أ: البلستيني. وأثبتنا ما في الدرر الكامنة (٤/ ٣٤٤)
(٤) ترجمته في الذيل للذهبي (ص ٨٨) والدرر الكامنة (١/ ٥٠١) والدليل الشافي (١/ ٢٨٤ و ٢/ ٥١٧) والنجوم الزاهرة (٨/ ٢١٢) و (٩/ ٢٣٨).
(٥) ليست في ط.
(٦) سيأتي في وفيات سنة (٧٢٦ هـ).
(٧) في الأصل ط و أ: أبو سعيد. وأثبتنا ما في الدرر (١/ ٥٠١) والنجوم (٩/ ٥٥).

<<  <   >  >>