وكان المحقّق الفاضل يشير في الهامش عند كلّ نقلٍ إلى أنّه لم يقع على هذا النّقل عند ابن كثير.
معلقًا: لعلّه في ذيل لابن كثير لم يُعْثَرْ عليه.
وشاركهم في النّقل عن ابن كثير بن العمادِ الحنبلي صاحب كتاب "شذرات الذهب"، فقد نقل عنه حتى سنة وفاته (٧٧٤ هـ).
كلُّ هذا يؤكد أنَّ التكملة هي جزءٌ من الكتاب، متناغم معه، ومؤتلف، أسلوبًا، وطريقة عرض.
٢ - استخدم ابن كثير ضمير المتكلّم في أحداث هذه السنوات جميعها، يقول:(واجتمعت معه - أي مع نائب السلطنة - وهنأتُه بمولود له، وقلت أبياتا). (خُتم عليّ البخاري)، (حدثني السُّبُكي)، (وفي هذا اليوم استدعَيِناهُ - يريد واحدًا من شيوخ الحديث - ليقرأَ عليه الأولادُ؛ وعدَّدَ أولادَهُ بنينَ وبناتٍ)، (وبلغَنا وفاة فلانٍ من الناس)، (وفي سنة سبعين، وفي شهر ربيع الآخر يقول: خُلعَ على الولد عمرَ خِلعة الحسبة، ودار البلد على العادة وباشر).
حتى في سنة (٧٧٤ هـ) وفي أثناء كلامه على وفاة مَنْكَلي بغا يقول:
وقد جمعتُ له سيرةً مفردةً في أوراق عديدة وسمّيتُها:"ما يُنتقى ويُبتغى في سيرة المقرّ السَّيفي مَنْكَلي بغا".
٣ - جاء في شهر رجب من سنة (٧٧٠ هـ):
وهذا آخر ما كتبه الشيخ بخطّه، ومن هاهنا أملى عليّ، وأَذِن لي في تعليقه. وهذا القول هو ما نقله السّخاويُّ في الذّيل التّام ١/ ٢٥٩:
"وفي أثناء شعبانها - أي سنة (٧٧٤ هـ) - انتهى تاريخ العماد بن كثير. وكان من حين ضرره وضُعفه يُملي فيه على ولده عبد الرحمن" ا. هـ.
فهل من بعد هذا كلّه شكٌّ في أنّ التكملة هي جزء من الكتاب الكبير، لا هي ذيلٌ، ولا ملحقٌ، بل أصلٌ أصيلٌ.