للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعاد إلى القاهرة يوم السبت ثانيْ عَشَرَ المحرّم، ودُقت البشائر.

ورجع الصاحب شمس الدين (١) على طريق الشام وصحبتُه الأمير ناصر الدين الخازِنْدار (٢).

وعاد صاحبُ حماة مع السلطان إلى القاهرة، وأنعم عليه السلطان ولُقِّب بالملك المُؤَيَّد، ورُسم أن يُخطب له على منابرها وأعمالها، وأن يخاطب (٣) بالمقام العالي المولوي السلطاني الملكي المؤيدي، على ما كان عليه عمُّه المنصور (٤).

وفيها عمر ابن المرجاني شهاب الدين (٥) مسجدَ الخَيْف (٦)، وأنفقَ عليه نحوًا من عشرين ألفًا.

وفي المحرَّم استقال أمين الملك (٧) من نظر طرابُلُس وأقام بالقدس.

وفي آخر صفر باشر نيابة الحكم المالكي القاضي شمس الدين محمد بن أحمد القَفْصيّ، وكان قد قدم مع قاضي القضاة شرف الدين (٨) من مصر.

وفي يوم الاثنين الخامس والعشرين من ربيع الأول ضُربت عنقُ شخص يقال له: عبد الله الرُّومي (٩) وكان غلامًا لبعض التجّار، وكان قد لزم الجامع، ثم ادّعى النبوة واستُتيب فلم يرجع فضربت عنقه، وكان أشقَر أزرقَ العينين جاهلًا، وكان قد خالطه شيطانٌ حسَّن له ذلك، واضطرب عقله في نفس الأمر وهو في نفسه شيطان إنسي.

وفي يوم الاثنين ثاني ربيع الآخر عُقِدَ عَقْدُ السلطان على المرأة التي قدمت من بلاد القبجاق، وهي من بنات الملوك (١٠).

وخلع على القاضي بدر الدين ابن جماعة وكاتب السر وكريم الدّين وجماعة الأمراء.


(١) شمس الدين غبريال عبد الله بن صنيعة ناظر دواوين دمشق.
(٢) في ب: وكان قد وصل المدينة النبويّة ليلقى السلطان.
(٣) في ط: يخطب. وهو تحريف.
(٤) الدرر الكامنة (١/ ٣٧١).
(٥) محمد بن أحمد بن عمر المرجاني، سيأتي في وفيات سنة (٧٥٩ هـ).
(٦) الذي في منى، الدارس (٢/ ٤٤٢).
(٧) في الأصل وأ وط: الدين. وأثبتنا ما في ب. وقد مضى الكلام فيه.
(٨) هو: محمد بن قاضي القضاة معين الدين أبي بكر بن ظاهر الهمذاني النويري، وسيأتي في وفيات سنة (٧٤٨ هـ) وقد قدم معه القفصي المذكور سنة (٧١٩ هـ) نائبًا له. الدارس (٢/ ١٦).
(٩) ويقال له: الأزرق، وهو مولى التاجي. ذيول العبر: (ص ١٠٩) ومرآة الجنان (٤/ ٢٥٩).
(١٠) هي أخت أزبك. ذيول العبر (ص ١٠٩).

<<  <   >  >>