للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدين القزويني، ومعه تحفٌ وهدايا وأمورٌ تتعلق بالأمير سيف الدين أَرْغون نائبِ مصرَ، فإِنَّه حجَّ في هذه السنة ومعه أولاده وزوج (١) ابنه بنت السلطان.

وحج (٢) فخر الدين ابن شيخ السلامية، وصدر الدين المالكي، وفخر الدين البعلبكي وغيرهم.

وفي يوم الأربعاء عاشر ذي القعدة درّس بالحنبلية (٣) برهان الدين أحمد بن هلال الزُّرعي الحنبلي، بدلًا عن شيخ الإسلام ابن تيمية، وحضر عنده القاضي الشافعي وجماعة من الفقهاء وشقَّ ذلك على كثير من أصحاب الشيخ تقي الدين، وكان ابن الخطيري الحاجب قد دخل على الشيخ تقي الدين قبل هذا اليوم فاجتمع به وسأله عن أشياءَ بأمر نائب السلطنة.

ثم يوم الخميس دخل القاضي جمال الدين بن جملة وناصر الدين مشد الأوقاف، وسألاه عن مضمون قوله في مسألة الزيارة، فكتب ذلك في درج (٤) وكتب تحته قاضي الشافعية بدمشق: قابلت الجواب عن هذا السؤال المكتوب على خط ابن تيمية فصحَّ (٥) إلى أن قال: وإنما المحز جَعْلُه زيارة قبر النبي ، وقبور الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم معصية بالإجماع مقطوعًا [بها]، فانظر الآن هذا التحريف على شيخ الإسلام، فإن جوابه على هذه المسألة ليس فيه منع زيارة قبور الأنبياء والصَّالحين، وإنما فيه ذكر قولين في شد الرَّحل والسَّفر إلى مجرد زيارة القبور، وزيارة القبور من غير شدَّ رحل إليها مسألة، وشد الرحل لمجرد الزيارة مسألة أخرى، والشيخ لم يمنع الزيارة الخالية عن شدِّ رحل، بل يستحبها ويندب إليها، وكتبه ومناسكه تشهد بذلك، ولم يتعرض إلى هذا الزيارة في هذه الوجه في الفتيا، ولا قال إنها معصية، ولا حكى الإجماع على المنع منها، ولا هو جاهل قول الرسول : "زُورُوا القبورَ فإنَّها تذكِّركُم الآخرة" (٦) والله سبحانه لا يخفى عليه شيء، ولا يخفى عليه خافية، ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾ [الشعراء: ٢٢٧] (٧).

وفي يوم الأحد رابعَ عشرَ (٨) ذي القعدة فُتحت المدرسة الحمصيّة (٩) تجاه الشامية الجوانية، ودرّس


(١) في ط: وزوجته وهو توهم، لأن زوج بنت السلطان هو أبو بكر بن أَرْغون. النجوم الزاهرة (٩/ ٨٨).
(٢) في ب: وممّن حجّ من الشاميين.
(٣) المدرسة الحنبلية الشريفة عند القباقيية العتيقة. الدارس (٢/ ٦٤).
(٤) في ب: ونفذت مع البريد إلى الديار المصرية إلى السلطان في جواب سؤاله. وقد سقطت من أ وط.
(٥) ليست في ب.
(٦) رواه مسلم رقم (٩٧٧) في الجنائز: وأحمد في المسند (٥/ ٣٥٧) وأبو داود رقم (٢٢٣٥) من حديث بريدة .
(٧) ما بين قوله: وكتب تحته حتى. . . أي منقلب ينقلبون. ليست في ب.
(٨) ليست في ط.
(٩) الدارس (١/ ٢٣٢).

<<  <   >  >>