للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولد سنة خمس وثلاثين وستمئة، وسمع الحديث الكثير، وخرَّج له البِرْزالي مشيخةً سمعناها عليه، وكان من صدور أهل دمشق.

توفي يوم الجمعة رابعَ عشرَ صفر، وصُلِّي عليه ضحوة يوم السبت، ودفن بباب الصغير، وحجَّ وجاور وأقامَ بالقدس مدَّة. مات وله ثنتان وتسعون (١) سنة ، وقد ذكر والده أنّه حين ولد له فتح المصحفَ يتفاءَلُ فإذا قوله:

﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ﴾ [إبراهيم: ٣٩] فسمّاه إسماعيل.

ثم ولد له آخر فسمّاه إسحاق، وهذا من الاتّفاق الحسن. رحمهم الله تعالى (٢).

الشّيخ عليٌّ المجارفيّ: علي (٣) بن أحمد بن هوس الهلالي، أصل جده من قرية آبل السُّوق (٤)، وأقام والده بالقدس، وحجَّ هو مرّة وجاورَ بمكة سنةً ثم حجّ، وكان رجلًا صالحًا مشهورًا، ويُعرف بالمجارفيّ، لأنه كان يَجْرِف الأزقَّة ويُصلح الرُّصفان الله تعالى، وكان يكثر التهليل والذِّكر جهرةً، وكان عليه هيبةٌ ووقارٌ، ويتكلم كلامًا فيه تخويف وتحذير من النار، وعواقب الرَّدى، وكان ملازمًا لمجالس ابن تيمية (٥).

وكانت وفاته يوم الثلاثاء ثالث عشري ربيع الأول، ودفن بتربة الشّيخ موفق الدّين بالسفح، وكانت جنازته حافلة جدًّا .

الملك الكامل ناصر الدين: أبو المعالي محمد (٦) بن الملك السعيد فتح الدين عبد الملك بن السلطان الملك الصالح إسماعيل أبي الخيش (٧) ابن الملك العادل أبي بكر بن أيوب أحد أكابر الأمراء وأبناء الملوك، كان من محاسن البلد ذكاءً وفطنة وحُسنَ عشرة ولطافةَ كلام، بحيث يَسردُ كثيرًا من الكلام بمنزلة الأَمثال من قوَّة ذهنه وحذاقة فهمه، وكان رئيسًا من أجود الناس.

توفي عشيّةَ الأربعاء عشرين جُمادى الأولى وصلّي عليه ظهر الخميس بصحن الجامع تحت النَّسر (٨)، ثم أرادوا دفنه عند جدّه لأمِّه الملك الكامل فلم يتيّسر ذلك، فدفن بتربة أمِّ الصَّالح سامحه الله.


(١) في ط: وسبعون.
(٢) ليست في ب
(٣) لم أقع له على ترجمة.
(٤) في ط: إيل البسوق. وهو تصحيف، وآبل السوق قرية كبيرة في غوطة دمشق. سبق ذكرها. ياقوت (آبل).
(٥) ليست في ب.
(٦) ترجمته في الذيل (ص ١٥٣) والدرر الكامنة (٤/ ٣١ - ٣٢) والنجوم الزاهرة (٩/ ٢٦٩) والدارس (٢/ ٢٨٦).
(٧) في الأصل: أبي الجيش. وينظر تاريخ الإسلام للذهبي ١٤/ ٥٩٣ (تحقيق الدكتور بشار).
(٨) يريد: قبة النَّسر في جامع بني أمية.

<<  <   >  >>