للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محمد بن جبارة بن عبد الولي بن جبارة المقدسي المرداوي الحنبلي، شارح "الشاطبية" (١).

ولد سنة تسع وأربعين وستمئة، وسمع الكثير وعُنيَ بفن القراءات فبرز فيه، وانتفع النَّاسُ به، وقد أقام بمصر مدَّة واشتغل بها على القَرَافي (٢) في أصول الفقه.

وتوفي بالقدس رابع رجب ، وكان يعد من الصُّلحاء الأخيار، سمع من خطيب مردا وغيره.

ابن العاقولي البغدادي: الشيخ الإمام العلامة جمال الدين أبو محمد عبد الله (٣) بن محمد بن علي بن حماد بن ثابت (٤) الواسطي العاقولي ثم البغدادي الشافعي، مدرِّس المُسْتَنصرية مدّةً طويلة نحوًا من أربعين سنةً، وباشر نظر الأوقاف وعين لقضاء القضاة في وقت.

ولد ليلة الأحد عاشر رجب سنة ثمان وثلاثين وستمئة، وسمع الحديث وبرع واشتغل وأفتى من سنة سبع وخمسين إلى أن مات، وذلك مدة إحدى وسبعين سنة، وهذا شيء غريب جدًّا، وكان قويَّ النفس له وَجاهة في الدولة، فكم كشف كُرْبة عن الناس بسعيه وقَصْده.

توفي ليلة الأربعاء رابع عشري شوال، وقد جاوز التسعين سنة، ودُفن بداره، وكان قد وقفها على شيخ وعشرة صبيان يسمعون القرآن ويحفظونه، وأوقف عليها أملاكه كلَّها، تقبَّل الله منه ورحمه.

ودرَّس بعده بالمستنصرية قاضي القضاة قُطْب الدِّين.

الشَّيخ الصالح العالم التاجر البار: شمس الدين محمد (٥) بن داود بن محمد بن يَسَاب (٦)، السلامي البغدادي، أحد ذوي اليسار وله برٌّ تام بأهل العلم، ولا سيما أصحاب الشيخ تقي الدين] (٧)، وقد أوقف كتبًا كثيرة، وحجَّ مرات، وتوفي ليلة الجمعة (٨) رابع عشري ذي القعدة بعد وفاة الشيخ تقي الدين بأربعة أيام، وصلّي عليه بعد صلاة الجمعة ودفن بباب الصغير وأكرم مثواه.


(١) قصيدة في القراءات مشهورة، للشيخ أبي محمد القاسم بن فِيُّرة بن أبي القاسم خلف بن أحمد الرُّعيني الشاطبي الضرير المقرئ، واسم القصيدة: حرز الأماني ووجه التهاني. وعدّة أبياتها (١١٧٣) بيتًا. غاية النهاية (٢/ ٢٠) الوفيات (٤/ ٧١).
(٢) في ط: الفزاري وهو تحريف.
(٣) ترجمته في الدرر الكامنة (٢/ ٢٩٩) والشذرات (٦/ ٨٧).
(٤) في ط: تائب وهو تحريف.
(٥) ترجمته في الدرر الكامنة (٣/ ٤٣٧).
(٦) في ط: ساب وفي الدرر: منتاب فليحرر.
(٧) ليست في ب.
(٨) في الأصل وأوط: الأحد وهو توهم. إذ كيف يموت ليلة الأحد ويُصلّى عليه بعد صلاة الجمعة.

<<  <   >  >>