للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبعده بيوم درَّس بالنَّجيبية كاتبُه إسماعيل بن كثير عوضًا عن الشيخ جمال الدين ابن قاضي الزبداني تركها حين تعيَّن له تدريس الظاهرية الجوانية، وحضر عنده القضاة والأعيان. وكان درسًا حافلًا أثنى عليه الحاضرون وتعجبوا من جمعه وترتيبه، وكان ذلك في تفسير قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر: ٢٨]. وانساق الكلام إلى مسألة ربا الفَضْل.

وفي يوم الأحد رابعِ عشرهِ ذَكَر الدَّرس بالظَّاهرية المذكورة ابن قاضي الزبداني عوضًا عن علاء الدين بن القلانسي توفي، وحضر عنده القضاة والأعيان، وكان يومًا مطيرًا (١).

وفي أوّل جُمادى الآخرة وقع غلاءٌ شديدٌ بديار مصرَ، واشتدَّ ذلك إلى شهر رمضانَ، وتوجه خلق كثيرٌ في رجب إلى مكَّة نحوًا من ألفين وخمسمئة، منهم عز الدين بن جماعة، وفخر الدين النُّويري وحسن السلامي، وأبو الفتح السلامي، وخلق.

وفي رجب كَمُلَت عمارة جسر باب الفرج وعمل عليه باسورة ورُسم باستمرار فتحه إلى بعد العشاء الآخرة كبقية الأبواب، وكان قبل ذلك يغلق من المغرب.

وفي سلخ رجب أقيمت الجمعة بالجامع الذي أنشأه نجم الدين بن خُلَيْخَان (٢) تجاه باب كَيْسان من القبلة، وخطب فيه الشيخ الإمام العلامة شمس الدين بن قيم الجوزية.

وفي ثاني شعبانَ باشر كتابة السر بدمشق القاضي علَم الدين محمد بن قطب الدين أحمد بن فضل (٣) عوضًا عن كمال الدين بن الأثير، عزل وراح إلى مصر.

وفي يوم الأربعاء رابع رمضان ذَكر الدَّرس بالأمينية الشيخ بهاء الدين ابن إمام المشهد (٤) عوضًا عن علاء الدين بن القلانسي.

وفي العشرين منه خُلع على الصدر نجم الدين (٥) بن أبي الطيب بنظر الخزانة مضافًا إلى ما بيده من وكالة بيت المال، بعد وفاة ابن القلانسي بشهور.

وخَرَجَ الرَّكبُ الشّامي يوم الإثنين ثامن شوال وأميره قُطْلُوتَمُر (٦) الخليلي.


(١) الدارس (١/ ٣٥٣).
(٢) في الأصل وط: خيلخان.
(٣) مات سنة (٧٦٠ هـ) الدرر (٣/ ٣٦٨).
(٤) محمد بن علي بن سعيد. مات سنة (٧٥٢ هـ). الدرر (٤/ ٦٥).
(٥) هو: محمد بن عمر مات سنة (٧٤٢ هـ) الدارس (١/ ٤٤٦).
(٦) في الأصل وط: قطلودمر. الدرر (٣/ ٢٥٤).

<<  <   >  >>