للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدين طَشْتَمُر الملقب بالحمّص الأخضر، الذي جاء بالقبض على الأمير سيف الدين تَنْكز، ثم جاء المرسوم بالرجوع إلى صفد فركب من آخر النهار وتوجَّه إلى بلده، وحواصل الأمير تَنْكز تحت الحُوطة كما هي.

والمباشرون هم المذكورون في السنة التي قبلها من القضاة والولاة والمشدّين والأعيان سوى من ذكرنا في أثناء السنة المتقدمة.

وهم وزير مصر شرف الدين النَّشو، ونائب الشام الأمير سيف الدين طشْتَمِر، وأمين الملك الوزير بدمشق كان.

وفي يوم الجمعة ثالث المحرم جاء مرسوم السلطان بالحوطة على حواصل مشدّ الدواوين، وهو ناصر الدين الذي كان مشدَّ الدواوين ثم باشر نظر القدس الشريف، ثم قدم إلى دمشق أمير طلخاناه، على ولاية البر، ثم باشر الدواوين.

وعلى حواصل الأمير ناصر الدين بن بكتاش متولّي دمشق، وأن يقبض عليهما، ويحبسا بالقلعة، ففعل ذلك (١).

وفي صبيحة يوم السبت رابع المحرم من السنة المذكورة قدم من الدّيار المصرية خمسة أمراء، الأمير سيف الدين بَشْتَاك (٢) الناصري ومعه بَرْسبُغَا (٣) الحاجب، وطاجار (٤) الدويدار وبَيْغر (٥) وبَطَا (٦)، فنزل بَشْتاك بالقصر الأبلق، وليس معه من مماليكه إلا القليل، وإنما جاء لتجديد البيعة إلى السلطان لما توهموا من ممالأة بعض الأمراء لنائب الشام المنفصل، وللحوطة على حواصل الأمير سيف الدين تَنْكِز المنفصل عن نيابة الشام وتجهيزها للديار المصرية.

ورسم بإطلاق خلقٍ من جملتهم الذين بقوا في الجيوش من النصارى المتّهمين بالحريق المتقدّم.

وجدّ الأمير سيف الدين في تحصيل الأموال التي بدار الذهب والأمتعة، واستخلاص الودائع من الأمراء فكان مبلغًا عظيمًا ومالًا جزيلًا، لم يسمع بمثله في هذه الأعصار من الذهب والفضة والجواهر الثمينة والحوايص والكلاوت الذهب، والسيوف المحلّاة، والخيول والجمال والأغنام والغلات والأشياء التي لا تنحصر إلّا بكلفةٍ شديدة (٧).


(١) ليست في أ و ب و ط. وهي في الأصل.
(٢) مات سنة (٧٤٢) هـ كما سيأتي في هذا الكتاب، ويكتب "بَشْتَك" من غير ألف بعد التاء ثالث الحروف.
(٣) في الأصل وط: برصبغا وهو تحريف. مات سنة (٧٤٢) هـ الدرر (١/ ٤٧٤).
(٤) في الأصل وط: طاشار وهو تحريف. مات سنة (٧٤٢ هـ) الدرر (٢/ ٢١٣).
(٥) في ط: بيعرا وأثبتنا ما في النجوم (١٠/ ٥).
(٦) بطا الدويدار مات بدمشق سنة (٧٦٤ هـ) الدرر (١/ ٤٠٦).
(٧) ليست في أ و ب و ط. وهي في الأصل.

<<  <   >  >>