للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دمشق فنزل بوطأة بَرْزَة بجيشه ومن معه ثم توجه إلى حلب المحروسة نائبًا عنها عوضًا عن ألْطَنْبُغَا المنفصل عنها (١).

وفي يوم السبت سادس عشرة توجه الأمير سيف الدين برِسْبُغا إلى الديار المصرية، وانفك الترسيم عن غالب الناس، وفرح التجارُ وكثير من الجيش بانفصال الحال ولله الحمد والمنة.

وفي يوم الإثنين ثامن عشره قدم الأمير شرف الدين ابن الخطير حاجبًا بدمشق، في منزل سيف الدين قرْمَسي، وأقام أخاه بدر الدين نائبًا بغزة المحروسة، وأقام الأمير سيف الدين قَرْمَسي حاجبًا بالديار المصرية، ولقب بناصح الدولة؛ لأجل ما كان ناصح السلطان بما كان تمالًا عليه تنكر ومماليكه الخواص من الهرب إلى بلاد الشرق، والإقامة بحغبر. فأعجبَ السلطان منه ذلك، فقربه وأدناه وأنعم عليه بعد طلبه بين يديه (٢).

وفي يوم الأحد الرابع والعشرين من صفر درّس نجم الدين ابن قاضي القضاة عماد الدين الحنفي بالمدرسة اليغمورية من الجبل، وأعاد عند والده بالمدرسة النورية، نزل عنها القاضي عماد الدين إسماعيل بن العز الحنفي (٣) نائب ابنه كان بعد مطاولة ومطالبة.

وفي يوم الأربعاء السابع والعشرين منه درّس القاضي شهاب الدين ابن النقيب البعلبكي الشافعي بالمدرسة القليجية بالقرب من مئذنة فيروز، عوضًا عن مدرّسها بهاء الدين تركها وتزهد، وحضر عنده جماعة من القضاة والفضلاء والأعيان (٤).

شهر ربيع الأول، أوّله الأحد، وقيل: السبت.

وفي يوم الإثنين ثانيه؛ عادَ نائب السلطنة ألطُنْبُغا الأمير حسام الدين البشمقدار في محله العقيبة من مرض به، وجلس عنده ساعةً جيدة، وضيفه.

وفي يوم الثلاثاء ثالثه؛ طلع نائب السلطنة المذكور لزيارة الشيخ محمد بن تمام وعيادته أيضًا؛ وجلس عنده ساعةً، ووعظه الشيخ، وأمره بالقيام في ردع المفسدين وأرباب التهم والفسوق؛ فامتثل منه ما أمره به، وأخذه بالقبول، وخرج من عنده إلى بستان الملك صلاح الدين بن الأوحد لعيادته من مرض، وجلس عنده، وأخذ بخاطره، وفرح الملك صلاح الدين بذلك.

وفي يوم الأربعاء رابعه أُفرج عن ناصر الدين بن بكتاش الذي كان متولّي دمشق (٥). كان قد اعتقل في


(١) الدرر الكامنة (٢/ ٢١٩).
(٢) انظر تاريخ ابن قاضي شهبة ٢/ ١٢٢.
(٣) المصدر نفسه ٢/ ١٢٢.
(٤) المصدر نفسه ٢/ ١٢٢. نقلا عن ابن كثير.
(٥) المصدر السابق نفسه ٢/ ١٢٢.

<<  <   >  >>