للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذكروا أن مدينة منبج لم يبق منها إلا القليل، وأن عامة الساكنين بها هلكوا تحت الرَّدم (١).

شهر رمضان المعظم أوله الأحد، استهل بأمطار وثلوج عظيمة جدًّا واستمر متداركًا إلى بعد العشر.

وفي يوم الإثنين تاسعه طلب القاضي نور الدين بن الصائغ الذي كان قاضي العساكر إلى دار السعادة، وجلس بين يدي نائب السلطنة طقزتمِر وأخبره من السلطان بولايته إياه قضاء القضاة بحلب، فقبل ذلك بعد تمنع ونزاع. وقد بعث له تقليد القضاء من الديار المصرية، ومعه خلعة وبغلة من هناك وإطلاق مئة دينار من دمشق لجهاز مسفره، ورواتب في طريقه، وكان كل ذلك بإشارة نائب السلطنة بمصر الحاج ألملك. فذهب الناس للسلام عليه وتهنئته، وكان كثير من الناس قد هنؤوه قبل ذلك (٢).

وفي يوم الأربعاء حادي عشره درّس بالدماغية عوضًا عن القاضي نور الدين المذكور القاضي جمال الدين حسين ابن قاضي القضاة تقي الدين السبكي الشافعي، استنجز بها مرسومًا لولده المذكور، وحضر عنده القضاة والأعيان والفضلاء ولم يحضر والده، وأخذ في قوله تعالى: ﴿وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا﴾ [الفتح: ٢٠] وتوجّه القاضي نور الدين ابن الصائغ يوم الخميس تاسع عشره إلى حلب، وصحبته ولده تقي الدين عبد الله، وابن أخيه الشيخ ناصر الدين بن فخر الدين مدرس العمادية.

وتوفي الشيخ كمال الدين ابن القاضي محي الدين بن الزكي (٣) يوم الأربعاء ثامن عشره، ودفن بتربتهم بقاسيون. ودرّس القاضي تاج الدين عبد الوهاب ابن قاضي القضاة تقي الدين السبكي الشافعي بالمدرسة التقوية عوضًا عن كمال الدين بن الزكي الدارج يوم الأربعاء الخامس والعشرين منه، وحضر عنده القضاة والفضلاء. وأخذ في قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١)[القدر: ١] وهو في أول سن التكليف.

وقدم الصاحب مكين الدين بن قروينة من الديار المصرية يوم الجمعة السابع والعشرين على نظر الدواوين بدمشق عوضًا عن تاج الدين بن أمين الملك، وصرف هذا إلى طرابلس.

شهر شوال المبارك أوّله الإثنين في يوم مستهله أو ثانيه قدم القاضي شمس الدين موسى بن إسحاق القبطي إلى دمشق ذاهبًا إلى حلب على نظر الدواوين بها.

وخرج المحمل والحجاج يوم الخميس الحادي عشر منه، وحجّ من الأعيان؛ القاضي فخر الدين المصري والقاضي علاء الدين بن الغر نائب الحنفي، والقاضي نجم الدين ابن قاضي القضاة عماد الدين الطَّرسوسي. وحج من أهل حماة قاضيها الشافعي بن البارزي.


(١) الذيل ص (٢٣٥) وإعلام النبلاء (٢/ ٤٠٧).
(٢) الخبر في تاريخ ابن قاضي شهبة (٢/ ٣٦١).
(٣) ترجمته في تاريخ ابن قاضي شهبة (٢/ ٣٨٨ - ٣٨٩).

<<  <   >  >>