للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الطرسوسي الحنفي عوضًا عن القاضي جمال الدين بن حسام الدين المتوفّى، وحضر عنده القضاة، وحضر عنده قاضي القضاة تقي الدين السُّبكي، ولم يك حضر أول درس يومئذ منذ قدم دمشق إلّا هذا.

وفي يوم الأربعاء الثاني والعشرين منه حضر القاضي شهاب الدين العَيْنتابي الحنفي قاضي العسكر بالمدرسة الشبليّة (١) من السّفح عوضًا عن القاضي نجم الدين ابن قاضي القضاة عماد الدين الحنفي، بحكم نزوله عنها، وتوليته الخاتونية المتقدّم ذكرها.

وفي يوم الخميس الثالث والعشرين منه حضر الشيخ فخر الدين ابن الفصيح البغدادي درسَ الخاتونية بالقصاعين عوضًا عن القاضي حلال الدين بحكم وفاته المتقدّم ذكرها.

وفي يوم الأحد السادس والعشرين منه حضر الشيخ ناصر الدين ابن الرّبوة تدريس المقدّمية داخل باب الفراديس عوضًا عن قاضي القضاة عماد الدين الطرسوسي بحكم تركه إياها؛ لتوليته الريحانية (٢).

وفي يوم الجمعة ثاني شهر رمضان المعظَّم توفي الشيخ الإمام العالم العامل العابد الزّاهد الورع

أبو عمر [أحمد] (٣) بن أبي الوليد المالكي إمام محراب الصَّحابة الذي للمالكية، وصُلِّيَ عليه بعد الصلاة، وحضر جنازته خلق كثير، وجم غفير، وتأسَّف النَّاسُ عليه وعلى صلاحه وفتاويه النافعة الكثيرة، ودفن إلى جانب قبر أبيه وأخيه، إلى جانب قبر أبي الحجاج الفَنْدلاوي (٤) المالكي قريبًا من مسجد النارنج (٥) ، وولِّي مكانه في المحراب ولده، وهو طفل صغير، فاستنيب له إلى حين صلاحيته، جبره الله ورحم أباه.

وفي يوم الإثنين خامسه درّس القاضي علاء الدين بن الأطرش ناظر الحسبة بالمدرسة الخاتونية الجوانية، مكان القاضي نجم الدين ابن قاضي القضاة عماد الدين الطّرسوسي بمرسوم شريف قدِم صحبةَ البريد وخلعة. فشقّ ذلك على نائب السلطنة، وشقّ على القاضي الحنفي بسبب ولده، وساعده القاضي الشافعي وأرادوا عقد مجلس لبيان أنّه لا يصلح لذلك، فلم يتهيّأ ذلك فلبس الخلعة ودرس بها في هذا اليوم، وحضر عنده المالكي والحنبلي وجماعةٌ من الأمراء المقدّمين وغيرهم. وقليل من الفقهاء، وخرج


(١) يعني الشبلية البرانية.
(٢) ليست في أ وب وط. وفي الأصل. من قوله: شهر شعبان المبارك أوله.
(٣) ترجمته في الذيل ص (٢٤٦) والوفيات لابن رافع (١/ ٤٩٧) والدرر الكامنة (١/ ٢٤٧) والدارس (٢/ ٦) والذيل التام للسخاوي (١/ ٧١).
والزيادة من مصادر ترجمته.
(٤) في ط: الغندلاوي بالغين. وأثبتنا ما في الدارس (٢/ ١١) وهو أبو الحجاج يوسف بن دوناس بن عيسى (تاريخ الإسلام ١١/ ٨٤١) ووفاته سنة (٥٤٣) هـ.
(٥) في ط: التاريخ وهو تصحيف.

<<  <   >  >>