للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إسماعيل بن العز. وأبطل ما كان نزل له الشيخ نجم الدين القحفازي، ورجع نائب السلطنة عن توليته إياها، وحضر عنده القضاة.

وتوفّي صبيحة يوم الجمعة ثاني عشرة الشيخ الإمام العلامة بقية السّلف شيخ الشافعية شمس الدين محمد بن أبي بكر بن إبراهيم، المشهور بابن النقيب (١) بمدرسته الشامية البرانية بعد مرض يزيد على شهرين، وصُلّي عليه بعد الصلاة بالمدرسة المذكورة، ثم صُلّي عليه بالجامع المظفري من سفح قاسيون، ودفن بتربتهم شمالي الجامع المظفري، وشهد جنازته جمع كثير، وجمٌّ غفير.

وكان شيخًا دينًا عالمًا، وقد نيف على الثمانين بثلاث سنين أو أربع، وكان قد ولّي قضاء حمص مدّة، ثم انتقل إلى قضاء طرابلس فباشرها مدّة أيضًا، ثم صار إلى قضاء حلب، فأقام بها مدّة سنتين ثم عزل عنها، وأقام بدمشق مدّة ليس له وظيفة حتى أضرّ به الحال، وحمل الناس همّه، ثم ولّاه تَنْكِز تدريس العادلية الصغيرة حين عُزل عنها القاضي فخر الدين المصري، ثم ولّاه تدريس الشامية البرانيّة بعد موت ابن جملة. فباشرها وحدها إلى أن مات .

وفي يوم الخميس ثامن عشره ركب نائبه السلطنة في الموكب، وقد برئ من مرضٍ كان به، به، وحصل له بقية لوقة في فمه ظاهرة وعلى عينه، واحتفل العامّة له بالشموع وأكثروا له الدّعاء، ثم أصبح فصلّى الجمعة كذلك في الشباك الكمالي من جامع دمشق على العادة.

وفي هذا اليوم خلع على الأمير جمال الدين الدّمرداشي بولاية دمشق بمرسوم شريف عوضًا عن ابن الكركري وفرح الناس، وأشعلوا له الشموع. وسكن بدار ابن برق بالمطّرزيين.

وفي يوم الأحد الحادي والعشرين منه درّس قاضي القضاة تقي الدين السُّبكي الشافعيّ بالشامية البرانية عوضًا عن الشيخ شمس الدين ابن النقيب، وحضر عنده القضاة والأعيان والأمراء.

وأخذ في قوله تعالى: ﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (٣٥)[ص: ٣].

وفي يوم الأربعاء الرابع والعشرين منه درّس بالأتابكية من الصالحية القاضي بهاء الدين أبو البقاء بحكم نزول قاضي القضاة تقي الدين السُّبكي له عنها. وحضر عنده القضاة والأعيان وجماعة من الأمراء.

شهر ذي الحجة وأوله الإثنين، في يوم العيد قدم من الديار المصرية القاضي شهاب الدين الزُّرَعي قاضي قضاة طرابلس، بعدما كان رافعه بعض الناس، فلم يتبين عليه شيء؛ فأُعيد مكرّمًا إلى معاملته على عادته.

وفي يوم الإثنين رابع عشره لبس القاضي تقي الدين ابن مراجل خلعة الصحابة وباشرها مع أنظار


(١) ترجمته في تاريخ ابن قاضي شهبة ٢/ ٤٣٤، والدرر الكامنة ٣/ ٣٩٨، والذيل التام ١/ ٧٢.

<<  <   >  >>