للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي يوم الخميس ثالث ذي القعدة صُلِّي على الشيخ زين الدين عبد الرَّحمن بن (١) تيمية، أخو الشيخ تقي الدين رحمهما الله تعالى.

بعد صلاة الظهر بالجامع الأموي، وشيعه القضاة والأعيان وخلق كثير إلى مقبرة الصُّوفية، فدفن قبلي قبر أخيه، بينهما قبر ابن عمهما عز الدين بن تيمية. (٢).

وفي يوم السبت ثاني عشره توفّي الشيخ علي (٣) القَطَنَانيّ بقَطَنَا (٤)، وكان قد اشتهر أمره في هذه السنين، واتّبعه جماعةٌ من الفلاحين والشباب المنتمين إلى طريقة أحمد بن الرفاعي، وعظُم أمره وسار ذكره، وقصده الأكابر للزيارة مرات، وكان يقيم السماعات على عادة أمثاله، وله أصحابٌ يُظْهرون إشارةً باطلة، وأحوالًا مفتعلة، وهذا ممّا كان يُنْقَمُ عليه بسببه، فإنه إن لم يكن يعلم بحالهم فجاهل، وإن كان يُقرُّهم على ذلك فهو مثلهم، والله أعلم.

واستسقى الخطيب فوق المنبر بعد الخطبتين أيضًا.

وفي أواخر هذا الشهر منّ الله بمجيء أمطار جيدة نافعة، ودفعت عين الفيجة دفعًا جيدًا، وسقط ثلج جيد على جبل حوران حتى جرت منه الأودية، وامتلأت البرك، وطابت قلوب الناس، ولكن السِّعر باقٍ على ما كان عليه، كل رطل خبز بدرهم وشيءٌ رطل وثلث، ولكنه أسمر، وشيء آخر رطل ونصف وهو في غاية التغيّر والإكمداد، والله المرجو حسن العاقبة.

شهر ذي الحجة، أوّله الخميس، في يوم عرفة حُدّدت طبلخاناة تسمّى الخليلية على البرج المعاد عمارته عند الباب الشرقي من دمشق الذي في الزاوية.

وقبل هذا لمدة أشهر جددت خليلية بمدينة الكرك التي بالبقاع عند القبر الذي يقال: إنه قبر نوح (٥).

وفيه قدم من الديار المصرية شهاب الدين أحمد الرّياحي على قضاء المالكية بحلب، وهو أول من تولّاه، ولم يكن لهم فيها قاض مالكي. وإنما فيها شافعي وحنفي من مددٍ متطاولة (٦).


(١) ترجمته في: الذيل ص (٢٥٩) والوفيات لابن رافع (٣٧٢) والدرر الكامنة (٢/ ٣٢٩). هو: عبد الرحمن بن شهاب الدين عبد الحليم بن عبد السلام.
(٢) ليست في أ وب وط، وهي في الأصل.
(٣) ترجمته في: الذيل ص (٢٦٠) والوفيات لابن رافع (٢/ ٣٨) والدرر الكامنة (٣/ ٧٧) وفيه: علي بن عبد الله القطباني. فذكر اسم أبيه وغلط في نسبته.
(٤) هي من قرى دمشق العامرة تبعد عنها حوالي ٢٥ كم. وقد ذكرها ياقوت في معجمه (٤/ ٣٧٤).
(٥) الخبر في تاريخ ابن قاضي شهبة ٢/ ٤٨٢ نقلًا عن ابن كثير، وليس في المطبوع منه.
(٦) ليست في أ وب وط. هي في الأصل من قوله: واستسقى الخطيب فوق المنبر بعد الخطبتين.

<<  <   >  >>