للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي يوم الجمعة خامسة بعد الصلاة صلّي على القاضي علاء الدين بن التركماني قضاة الحنفية بالديار المصرية، وذكر أنه توفي في عاشر المحرم .

ولم يُصَلَّ في هذا اليوم على أحد من أهل البلد بعد الصلاة، وهذا شيء ولم يُعهد مثله من سنةٍ، والله الحمد والمنّة أولًا وآخرًا.

وفي هذا اليوم رسم نائب السلطة بقطع مذاكير مملوك من مماليكه تزوّج بغير أمره، فقطع بالمرستان النوري، بعدما شفع فيه غير مرّة، فلم يقبل فيه شفاعة.

وفي يوم الخميس ثامن عشره خرجت التجريدة من دمشق قاصدين بلاد سيس؛ لقتال الأرمن بسبب منعهم الحمل المضروب عليهم في كل سنة، وعدّة هذه التجريدة ثلاثة آلاف مع ثلاثة مقدمين ألف، وهم: نُغْبية الجمدار، وأُلجيبُغا العادلي، وبدر الدين بن الخطير. وهو المقدم عليهم، ووقف لهم نائب السلطنة بسوق الخيل، واستعرضهم على عادة الأصلاب (١).

وفي يوم الإثنين الثاني والعشرين منه اصطلح نائب السلطنة مع القاضي السُّبكي، وكان قد تغضّب عليه وبالغ في أذاه، ثم رضي عليه، وظفر الصلح هذا اليوم بعدما كان قد أرسل في طلب ولده القاضي بهاء الدين أبي حامد وردّه من الطريق، وكان قد قصد الديار المصرية، فرجع وقد رضي عن والده، لم ينله منه سوء، وأمره بالمصير إلى أبيه، ثم رسم له بالذهاب على خيل البريد مكرّمًا معزّزًا.

شهر ربيع الأول، أوّله الأربعاء، في يوم السبت حادي عشره رجعت التجريدة التي كانت قد أرسلت لغزو الأرمن بعد أن كانوا قد وصلوا إلى حمص، فوصلت الأخبار بأن الحَمْل قد أرسل به ملك الأرمن، فروجع السلطان في ذلك فأمر برجوعهم، فحين وصلوا جهز أكثرهم إلى القدس، لإصلاح ما بين الفلاحين وبعض العشران.

وفي يوم الأحد ثاني عشره درّس بالمدرسة الإقبالية القاضي جمال الدين الشَّريشي عوضًا عن ناصر الدين بن أفتكين (٢) بحكم وفاته .

وفي يوم الأحد تاسع عشره درّس القاضي شرف الدين محمود ابن القاضي جمال الدين ابن الشريشي بالمدرسة الباذرائية عوضًا عن أبيه المذكور بحكم نزوله له عنها (٣).


(١) الخبر في تاريخ ابن قاضي شهبة ٢/ ٦٦٢. نقلًا عن ابن كثير، وليس في المطبوع منه.
(٢) هو الشيخ محمد بن أفتكين. ترجمته في تاريخ ابن قاضي شهبة ٢/ ٧٠٣.
(٣) ليست في أ وب وط. وهي في الأصل من قوله: وفي يوم الجمعة خامسه بعد الصلاة.

<<  <   >  >>