للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اليمنى، وقد قارب التِّسْعين، وقتل آخرون من أجناد الحلقة والمستخدمين، ثم انفصل الحال على أن أخذ أُلْجِيبُغَا المظفّري من خيول أَرْغُون ما أراد، ثم انصرف من ناحية المِزَّة صاغرًا على عقبيه، ومعه الأموال التي جمعها من حواصل أَرْغون شاه، واستمرَّ ذاهبًا، ولم يتبعه أحد من الجيش، وصحبته الأمير فخر الدين أيَاس، الذي كان حاجبًا، وناب في حلب في العام الماضي، فذهبا بمن معهما إلى طرابُلُس وكتب أمراء الشام إلى السلطان يعلمونه بما وقع، فجاء البريد بأنه ليس عند السلطان علم بما وقع بالكلية، وأن الكتاب الذي جاء على يديه مفتعل، وجاء الأمر لأربعة آلاف من الجيش الشامي أن يسيروا وراءه ليمسكوه ثم أضيف نائب صفد مقدَّمًا على الجميع، فخرجوا في العشر الأول من ربيع الآخر.

شهر ربيع الآخر، أوله الجمعة، وفي يوم الأربعاء سادسه خرجت العساكر في طلب سيف الدين أُلْجِيبُغَا العادلي في المعركة، وهو أحد أمراء الألوف المقدمين، ولما كانت ليلة الخميس سابعه نودي بالبلد على من يقربها من الأجناد أن لا يتأخر أحد عن الخروج بالغد، فأصبحوا في سرعة عظيمة واستنيب في البلد نيابة عن النائب الراتب الأمير بدر الدين بن خطير (١) فحكم بدار السعادة على عادة النواب.

وفي ليلة السبت بين العشاءين، سادس عشره دخل الجيش الذين خرجوا في طلب أُلْجِيبُغَا المظفري، وهو معهم أسير ذليل حقير، وكذلك الفخر إياس الحاجب مأسور معهم، فأودعا في القلعة مهانين من جسر باب النصر الذي تجاه دار السعادة، وذلك بحضور الأمير بدر الدين بن خطير نائب الغيبة، ففرح الناس بذلك فرحًا شديدًا، ولله الحمد والمنة.

فلما كان يوم الإثنين الثامنَ عشر منه خرجا من القلعة إلى سوق الخيل فوسّطا بحضرة الجيش، وعلقت جُثّتهما على الخشب ليراهما النَّاس، فمكثا أيامًا ثم أُنزلا فدفنا بمقابر (٢) المسلمين.

وفي هذا الشهر وما قبله، العشران في غالب البلاد قائمة، في بلاد غزة والخليل والقدس ونابلس وعجلون وأرض السواد، وفي بلاد الزبداني وما حولها. وأما بلاد حوران فلا. وأسعار الأشياء في هذه المدة غالبة كالزيت والصابون وغالب الأقوات سوى القمح (٣).

شهر جمادى الأولى أوّله .... لم أجد فيه شيئًا.

شهر جمادى الآخرة أوله الاثنين. وفي أوائله جاء الخبر بموت نائب حلب سيف الدين قُطْلِيجا (٤)


(١) في ط: بدر الدين الخطير. والتصويب من الذيل التام وفيه: بدر الدين مسعود بن خطير نائب الغيبة.
(٢) الذيل للحسيني ص (٢٨٠) وفيه: فقتلا في حادي عشرين ربيع الآخر. والذيل التام للسخاوي (١/ ١١٠) نقلًا عن ابن كثير.
(٣) ليست في أ وب وط، وهي في الأصل.
(٤) في الأصل وط: قطلبشاه وهو تحريف.
ترجمته في الدرر الكامنة (٣/ ٢٥٥) والذيل التام للسخاوي (١/ ١١٠).

<<  <   >  >>