للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في بعض الأيام، ثم أرسلوه، فتوّةً منهم عليه، وذكر أنّهم نهبوا حُرَم أَرْغون شاد وهم ذاهبون إلى الديار المصرية، وأخذوا جميع ما كان معهم.

وفي يوم الإثنين سلخ جمادى الآخرة لبس قاضي القضاة بالديار المصرية، فنزل له ابن خطيب يبرود عن تدريس تربة الشافعيّ، وتدريس بجامع الحاكم، ونزل له القاضي حسين ابن قاضي القضاة من هاهنا عن تدريس الشامية البرانية، ودرس القاضي بهاء الدين أبو حامد أحمد بن قاضي القضاة بالمكانين اللذين بالديار المصرية في يوم الأحد مستهل جمادى الآخرة، كما أخبر بذلك والده، عن كتاب ورد إليه بذلك (١).

شهر رجب الفرد، أوّله الثلاثاء، في يوم الإثنين سابعه اجتاز الأمير سيف الدين أَرْغون الكاملي بدمشق إلى نيابة حلب، فأنزله نائب السلطنة بدار السعادة وأكرمه وضيّفه. وهو شابٌ دون العشرين سنة.

وفي ليلة الأربعاء تاسعه أنزل (٢) الأمراء الأربعة وهم: بنو الأبو بكري الثلاثة، والقاسمي من القلعة، وسلّموهم إلى أمراء ليذهبوا بهم إلى طرابلس، والقاسمي: إلى حمص. وقيل: إنهم أهلكوا (٣).

وفي يوم الخميس عاشره داروا بالمحمل حول البلد على العادة، ولكن بزيادة كبيرة من التجمّل.

وفي يوم الإثنين رابع عشره خلع على البدر بن سيف خلعة الحسبة ودار بها في البلد، وهذه ثالث مرة ولّي الحسبة بدمشق، وعزل عنها الشيخ بهاء الدين ابن إمام المشهد بلا سبب (٤).

وفي يوم السبت تاسع عشر رجب أذن المؤذنون للفجر قبل الوقت بقريب من ساعة، فصلَّى الناس في الجامع الأموي على عادتهم في ترتيب الأئمة، ثم رأوا الوقت باقيًا، فأعاد الخطيب الفجر بعد صلاة الأئمة كلهم وأقيمت الصَّلاة ثانيًا، وهذا شيء لم يتفق مثله.

شهر شعبان المبارك، أوّله الخميس، وفي يوم الخميس ثامنه توفي قاضي القضاة علاء الدين (٥) بن المُنَجَّى الحنبلي بالمسمارية، وصُلِّي عليه الظُّهر بالجامع الأموي، ثم بظاهر باب النصر، ودفن بسفح قاسيون .

وفي يوم الثلاثاء العشرين منه قدم من الديار المصرية الشيخ شمس الدين ابن خطيب يبرود، فنزل بالشامية البرانية التي جاء على تدريسها، وراح الناس لتهنئته على العادة.


(١) ليست في أ وب وط. وهي في الأصل.
(٢) في الأصل: أُنزلوا. وهو غلط.
(٣) الخبر في تاريخ ابن قاضي شهبة ٦٧١٦٢. نقلًا عن ابن كثير. وليس في المطبوع منه.
(٤) ليست في أ وب وط. وهي في الأصل. من قوله والأعراب في هذا الشهر والذي قبله …
(٥) ترجمته في الذيل للحسيني ص (٢٨١) وذيل طبقات الحنابلة (٢/ ٤٤٧) والدرر الكامنة (٣/ ١٣٤) والدارس (٢/ ٤١).
وهو: أبو الحسن علي بن المُنَجَّا بن عثمان بن أسعد بن المنجَّا التنوخي.

<<  <   >  >>