للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي يوم الجمعة سادس عشره قرئ كتاب السلطان على السُّدَّة بعد الصلاة برفع الكلف والجنايات عن البساتين في الغوطة، ورفع مظالم كثيرة، فكثر الدعاء للسلطان (١).

وفي يوم السبت سابع عشر المحرم وصل إلى دمشق الأمير عز الدين طُقْطَاي (٢) الدويدار عائدًا من البلاد الحلبية، وفي صحبته رأس بَيْبُغا الباغي أمكن الله منه بعد وصول صاحبيه بَعْلَمُش الذي كان نائبًا بطرابُلُس وأمير أحمد الذي كان نائب حماة، فقطعت رؤوسهما بحلب بين يدي نائبها سيف الدين أَرْغُون الكاملي، وسُيّرت إلى مصر، ولما وصل بَيْبُغا بعدهما فُعل به كفعلهما جهرة بعد العصر بسوق الخيل بين يدي نائب السلطنة والجيش برمته والعامة على الأحاجير يتفرجون بمصرعه، وسُرَّ المسلمون كلهم ولله الحمد والمنة (٣).

ودخل المحمل السلطاني والحجّاج يوم الخميس العشرين من المحرم، وأكثر الحجاج يخبرون بأنهّم كانوا في رخص وأمنٍ في غالب الأحول، وهذه سُرعةٌ في السير لم تعهد قبل ذلك.

شهر صفر، أوّله الجمعة في أوائله عاد القاضي نجم الدين الحنفي من زيارة القدس الشريف، وكان في صحبته جماعةً ساروا حتى دخلوا البيت المقدس، فصلّى فيه ركعتين نافلة أطالهما، وصلى أصحابه ما تيسّر، ثم انكفأ راجعًا إلى دمشق من فوره، لم يجتمع بأحدٍ، ولا أكل طعام أحدٍ، وإنما عاد إلى البلد المسمّاة البيرة، وكان قد سار منها إلى القدس، ثم بات بها، ثم كرّ راجعًا على نابلس أيضًا، واقتدى في ذلك بعبد الله بن عمر فإنه كذلك فعل.

وفي يوم السبت تاسعه تغضّب نائب السلطنة على القاضي جمال الدين حسين ولد قاضي القضاة تقي الدين السُّبكي الشافعي لأمرِ ذكر له عنه، فسيّره إلى الديارا المصرية؛ ليكون عند أخيه هنالك.

شهر ربيع الأول، أوله الأحد، وقيل: السبت.

عملت المواليد في الجامع الأموي على العادة، وعمل نائب السلطنة مولدًا. واجتمعتُ به في هذه الليلة، وقرأتُ عنده سائر المولد المختصر، فاستحسنه وفرح به، وجرت بيني وبينه مسائل فرعية، وهو مع ذلك يفهم جيدًا ويتصور حسنًا (٤).


(١) ليست في أ وب وط، وهي في الأصل.
(٢) في ط: مغلطاي.
(٣) النجوم الزاهرة (١٠/ ٢٨٤).
(٤) ليست في أ وب وط وهي في الأصل. من قوله: ودخل المحمل السلطانيّ.

<<  <   >  >>