للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي العشر الآخر منه تقايض الشيخ شمس الدين ابن خطيب يبرود مع قاضي القضاة تاج الدين السُّبكي الشافعي تدريس الشامية البرانية إلى تدريس المسروريّة والتّقوية، ثم عدل عن التّقوية إلى الدّماغيّة، وأنظار آخر.

ودرّس قاضي القضاة تاج الدين بالشامية يوم الأربعاء الحادي والعشرين منه.

شهر ذي القعدة، أوّله السبت، في أثنائه ورد مرسوم سلطاني بأن ينظر القاضي الشافعي في الأوقاف التي لا نظّار لها، وعيّن له نظر البيمارستان النوري، ونظر الأسرى، ونظر الأسوار، ونظر قرية أريحا الموقوفة على بلد الخليل ، فباشر ذلك بنفسه، وخُلع عليه لذلك (١).

[وفي ذي القعدة توفّي المحدّث شمس الدين محمد (٢) بن سعد الحنبلي يوم الإثنين ثالثه، ودفن من الغد بالسفح، وقد قارب الستين، وكتب كثيرًا وخرَّج، وكانت له معرفة جيدة بأسماء الأجزاء (٣) ورواتها من الشيوخ المتأخِّرين، وقد كتب للحافظ البِرْزالي قطعةً كبيرة من مشايخه، وخرَّج له عن كلٍّ حديثًا أو أكثر، وأثبت له ما سمعه عن كل منهم، ولم يتمَّ حتى توفي البِرْزالي ] (٤).

وتوفي بهاء الدين (٥) بن المرجاني باني جامع المزّة الفوْقاني (٦)، وكان مسجدًا في الأصل، فبناه جامعًا، وجعل فيه خطبة، وكنت أول من خطب فيه سنة ثمان وأربعين وسبعمئة، وسمع شيئًا من الحديث.

وبلغنا مقتل الأمير سيف (٧) بن فضل بن عيسى بن مُهنَّا أحد أمراء الأعراب الأجواد الأنجاد وقد ولي إمرة آل مُهَنّا غير مرّة كما وليها أبوه من قَبله، عَدَا عليه بعضُ بني عمه فقتله عن غير قصد بقتله، كما ذُكر، لكن لمَّا حمل عليه السيف أراد أن يدفع عن نفسه ويتَّقيه، فضربه بالسيف برأسه فقتله، فلم يعش بعده إلا أيامًا قلائل، ومات .


(١) ليست في أ و ب و ط. وهي في الأصل. من قوله: وقدم مع البريد تقليد الصاحب.
(٢) ترجمته في الذيل ص (٣٢٣) والوفيات لابن رافع (٢/ ٣١٥ - ٣١٦) والدرر الكامنة (٤/ ٢٨٣) والشذرات (٦/ ١٨٨) وفيها: محمد بن يحيى بن محمد بن سعد المقدسي ثم الصالحي.
(٣) في ط: الأحرار وهو تحريف.
(٤) ما بين الحاصرتين ليس في الأصل واستدركته من أ و ب و ط.
(٥) ترجمته في: الذيل ص (٣٢٣) والوفيات (٢/ ٢١٧) والدرر الكامنة (٣/ ٣٤٥) وهو محمد بن أحمد بن عمر بن محمد الدمشقي المعروف بابن المرجاني الجُندي.
(٦) جامع المِزّة. وقد مضى في أحداث سنة (٧٤٨) هـ. الدارس (٢/ ٤٤٢).
(٧) ترجمته في الدرر الكامنة (٢/ ١٨٣) وفيه: وفاته سنة (٧٦٠) هـ.
وذكر في النجوم (١٠/ ٣٣٠) وفاته سنة (٧٥٩) هـ ورجَّح أن تكون سنة (٧٦٠) هـ. وابن خلدون (٥/ ٤٣٩).

<<  <   >  >>