للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بدمشق وخطيبها يوم الإثنين الرابع عشر من المحرم، على خيل البريد، وتوجّه بعدهما الشيخ شرف الدين ابن قاضي الجبل الحنبلي، مطلوبًا إلى الديار المصرية، وكذلك توجه الشيخ زين الدين المنفلوطي مطلوبًا.

وتوفي في العشر الأوسط من المحرّم صاحبنا الشيخ شمس الدين (١) بن العطّار الشافعي، كان لديه فضيلة واشتغال، وله فهم، وعلق بخطه فوائد جيدة، وكان إمامًا بالسجن من مشهد علي بن الحسين بجامع دمشق، ومصدرًا بالجامع، وفقيهًا بالمدارس، وله مدرسة الحديث الوادعية، وجاوز الخمسين بسنوات، ولم يتزوج قط.

وقدم الركب الشامي إلى دمشق في يوم الخميس الرابع والعشرين من المحرم، وهم شاكرون مثنون كل خير بهذه السنة أمنًا ورخصًا. والله الحمد.

شهر صفر، أوّله الخميس، في يوم الأربعاء سابعه باشر نيابة الحكم للمالكي الشيخ أمين الدين محمد بن علي الأنفي، بعد رجوعه من الحجاز (٢).

وفي يوم الأحد حادي عشَرَ صفر درس بالمدرسة الفتحية (٣) صاحبنا الشيخ عماد الدين إسماعيل بن خليفة الشافعي، وحضر عنده جماعة من الأعيان والفضلاء، وأخذ في قوله تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا﴾ [التوبة: ٣٦].

وفي يوم الخميس خامس عشره نودي في البلد على أهل الذمة بإلزامهم بالصغار وتصغير العمائم، وأن لا يستخدموا في شيء من الأعمال، وأن لا يركبوا الخيل ولا البغال، ويركبون الحمير بالأكف بالعرض، وأن يكون في رقابهم ورقاب نسائهم في الحمامات أجراس، وأن يكون أحد النعلين مخالفًا للون الأخرى، ففرح بذلك المسلمون ودعوا للآمر بذلك.

شهر ربيع الأول، أوّله الجمعة، وفي يوم الأحد ثالثه قدم قاضي القضاة تاج الدين من الديار المصرية مستمرًا على القضاء والخطابة، فتلقاه الناس وهنؤوه بالعود والسلامة.

وفي يوم الخميس سابعه لبس القاضي الصاحب البهنسي الخلعة لنظر الدواوين بدمشق، وهنأه الناس، [وباشر بصرامته واستعمل في غالب الجهات من أبناء السبيل] (٤).

وفي يوم الإثنين حادي عشره ركب قاضي القضاة بدر الدين (٥) بن الفتح على خيل البريد إلى الديار


(١) لم أقع على ترجمته فيما بين يدي من المصادر.
(٢) ليست في أ وب وط، وهي في الأصل من قوله: وقدم الركبُ الشامي.
(٣) الدارس (١/ ٤٢٩) مدرسة للشّافعية، وهو: إسماعيل بن خليفة بن عبد الغالب الحسباني.
(٤) ما بين الحاصرتين ليس في الأصل، واستدركته من ط.
(٥) هو: محمد بن محمد بن عبد اللطيف السبكي، مات سنة (٧٧١) هـ الذيل التام (١/ ٢٤٢).

<<  <   >  >>