للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نائب حلب ليستعلم ما عنده في هذا الأمر، فرجعَ ومعه من خواصّه ومن خواصّ الطَّويل بأنَّهم على السَّمع والطَّاعة لوليّ الأمر. وجُهِّزوا إلى مصر.

شهرُ ذي القعدة، أوّلُه الأربعاء. في العشر الأول منه قدمَ نائبُ طرابُلُس الأمير أشِقْتَمِر في سروجٍ يسيرةٍ من خيل البريد سامعًا مطيعًا قاصدًا الدّيار المصرية، فنزلَ، ثم ركبَ من اليوم الثاني، فقبلَ وصوله إلى القاهرة صُرف إلى إِسكندرية.

ولمّا كانَ يومُ السبت الحادي عشر منه قدم الأمير طَيْبُغا الطَّويل من حماة فنزل بالقصر أيضًا، ثم ركب في عشرةِ (١) سروجٍ في اليوم الثاني إلى الدّيار المصريّة، ففُعل به كما فُعل بالذي قبله سواءً بسواءٍ.

وفي بقية الشهر سارَ الأمير أَسَنْدَمِر نائبُ صفدٍ الذي كان نائب الشام ومعه مُسَفَّرٌ إلى نيابة طرابُلُس.

وسارَ الأمير عُمَر شاه من دمشقَ إلى نيابة حماة، وعُيِّن إلى صفدٍ جَرْدَمِر أخو طَاز.

شهر ذي الحجة أوله الخميس. في ليلةِ السّبتِ ثالثه احترقَ بيتُ عروس، وقد صمدوه على العادة، وهم مشغولون بجلائها على زَوْجها، [في] (٢) بيت آخر، فما تداركوا حتَّى احترقَ عامةُ ما فيه من القماش. وانقلبَ الفرح تَرَحًا، وهو من جمله حريق.

وفي يوم الإثنين خامسه برز الأمير جَرْدَمِرُ أخو طاز إلى سطح المزَّة قاصدًا إلى نيابة صفد.

وفي يوم الجمعة تاسعه وقع حريقُ كبيرٌ قِبْلي قُبّة الشَّحم من غربها، احترقت المِئْذنَة التي [هناك، وسوق] (٣) القطانين تجاهها من القبلة، والرّبعُ المجدّد فوقها، والخوّاصين الذين يعملون الخوص [] (٤) وما قَرَبَ من بيوتٍ ورباع، وكان ابتداؤه من عشاء الآخرة، فركِبَ النّائبُ والحَجَبَةُ والولاةُ واجتهدوا في طَفْي النّار، وأصبحَ الناسُ والحريقُ عَمَّالُ، ولكن قد انحسمت مادتُه، وأُمن شرُّه، واتّفقَ في ضمن ذلك أنّ والي البلد تأخّر مجيئُه إلى هذا الحريق؛ فتغضَّب عليه نائب السّلطنة وعزلَهُ، وولَّى غيره، وهو جمال الدين بن دُغا، وأصلُه من قرية فيق، وكان قد باشَر شدّ المواريث قديمًا.

وفي يوم الخميس خامس عشره: دخلَ الأميرُ سيفُ الدين بَهَادر الشّريقي إلى دمشقَ على الحُجوبية الكبيرة من نيابة حمص، ولبس الخلعة من دار السَّعادة، وهنّأهُ الأمراءُ والأعيانُ، ونزل داخلَ باب الجابية.


(١) في الأصل: (عشر) وهو غلط.
(٢) في الأصل: بياض قدر كلمة.
(٣) في الأصل: بياض قدر كلمتين.
(٤) في الأصل: طمس قدر كلمة، لم أهتد إلى معرفته.

<<  <   >  >>