للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[عليه، وخالف مرسومه] (١) وقد تقدَّم القُضاةُ إلى نوابهم ألّا يحكموا في ذلك بشيء، فقال: ما علمتُ حتى حكمتُ، فنُوقش بذلك؛ فاعترفَ بخطأ ما حكمَ به، وكتب خطَّهُ بذلك، وأشهد عليه به، وحكم قاضي القضاة سراج الدين بإبطال ما حكم به صلاحُ الدين وعزله عن نظر الصّدقات، وفوّضها إلى ابن الرُّهاوي، وعزلَ مُستنيبه قاضي القضاة شرف الدّين الحنبلي عن نيابته، واستناب تقي الدين سليمان المقدسي، حكمَ يوم الأحد التاسع عشر من شعبان هذا.

وفي هذا اليوم، كان عيدُ النّصارى من صيامهم وقد جاءت طائفةٌ من غيارة (٢) الفرنج هذه الليلة إلى بلد الصَّرفند (٣) فدخلوا في الليل؛ فقتلوا من أهله سبعةً وعشرين نفسًا، وأسروا امرأةً واحدةً، وقُتل بعضُهم، ونهَبُوا شيئًا كثيرًا من البضائع المودَعَةِ فيها وانهزَمُوا هاربين.

وكان نائبُ السّلطنة قد خرجَ قبلَ ذلك إلى ناحية بيروت، فبلغه خبرُهم، فقصدَ نحوهم، وأرسلَ إلى الجيش يأمرُهم بأن يتأهّبوا ويكونوا على أهبةٍ لذلك.

وجاءتِ الأخبار في العشر الآخَر من هذا الشهر من الدّيار المصريّة بما عندهم من الوباء في هذا الحين (٤).

ومن أعيان من توفّي في هذا الوقت قاضي القضاة جمال الدين بن التُّركماني الحنفي (٥) بالديار المصرية.

وتولّى بعده قضاءَ القضاة سراجُ الدّين الهندي قاضي العساكر الحنفي بالقاهرة ومتولِّي الحسبة.

وفي العَشْر الأَخير من هذا الشهر قدمَ الشيخُ جمال الدّين بن الشَّريشي من الديّار المصريّة على تدريس الشَّامية البرانيَّة، وحكم بالعادليَّة نيابةً عن قاضي القضاة سراج الدّين البُلقيني، فصار نوّابُ الشّام أربعةً: الشيخ جمال الدين المذكور، والقاضي وليُّ الدّين أبو البقاء، والشيخ عمادُ الدين الحُسْباني، والقاضي شمس الدين ابن قاضي شَهْبة.


(١) في الأصل: طمس قدر ثلاث كلمات.
(٢) الغيّارة: المغيرون للنّهب والسلب. اللسان (غور).
(٣) ويقال لها: (صَرَفَنْدَة). وهي قرية من قرى صور من سواحل بحر الشام. انظر معجم البلدان ٣/ ٤٠٢: (صَرَفَنْدَة).
(٤) انظر النجوم الزاهرة ١١/ ٥٢، والذيل التام ١/ ٢٢٧.
(٥) هو: عبد الله بن علي بن عثمان، جمال الدين أبو الحسن المعروف بابن التُّركماني.
ترجمته في: تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٣٣٣، والدرر الكامنة ٢/ ٢٧٦، والنجوم الزاهرة ١١/ ٩٩، والذيل التام ١/ ٢٣.

<<  <   >  >>