للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجاء الخبرُ بوفاة القاضي علاء الدين ابن القاضي محي الدين يحيى بن فضل الله العدوي (١) كاتب السر بالدّيار المصرية من سنة [ثمان] (٢) وثلاثين وسبعمئة إلى ليلة الجمعة التاسع من شهر رمضان سنة تسعٍ وستّين وسبعمئة بالديار المصرية [وناب] (٣) عن أبيه في حياته، وعمره إذ ذاك أربعُ وعشرون سنة. وكذلك ولي [كتابة السرّ] (٤) القاضي بدر الدين محمد في حياة أبيه القاضي علاء الدّين المشار إليه، وخُلع عليه وعمره تسع عشرة سنة، وأُقيم القاضي ناصر الدين بن النَّشَّائي (٥) بين يديه نائبًا له، وقد ترك أموالًا جزيلة وأملاكًا جليلة، وخلف ستة بنين وأربع بنات، وبلغ من العمر سبعًا وخمسين سنةً وقد كان [أوحد عصره في الكتابة وفي مباشرة الوظيفة] (٦).

[وجاء الخبر بمسك الأميرين الكبيرين: طَقْتَمِر النّظامي، وأرغون تتر، لأنهما أضمرا سوءًا. وأن النِّظامي صار إلى القدس الشريف] (٧).

وجاء البريدُ بطلب الشّيخِ بهاء الدّين السُّبكي من الديار المصرية مكرّمًا على خيل البريد ليلة الثلاثاء السابع والعشرين منه، بعدما ودَّع أخاه وهو بالقلعة بمسجد أبي الدَّرداء.

وفي هذه الليلة وصل ابن كَلْبَك في أشغالٍ تتعلَّق بتحصيل أموالٍ سلطانية وغيرها، فأوّل ما طلبَ من جمال الدين بن الرُّهاوي ستين ألفًا من الخاص المُرتجع الذي هو ناظره.

وفي نهار الأربعاء ثامن عشرينه: جاءَ الخبرُ بالإفراجٍ عن قاضي القضاة تاج الدّين السُّبكي الشافعي من القلعة، فاجتمع الخلقُ عند باب القلعة رجاءَ أن يخرج فأخّر حتى يقدم البريد.

شهرُ شوّال، أوله الجمعة. صلّى بالنّاس في المُصَلّى قاضي القضاة سراجُ الدّين البلُقيني الشّافعي، خرج في أبهَّةِ الخطابة على العادة.


(١) هو علي بن يحيى بن فضل بن مجلِّي، أبو الحسن العَدَوي العمري.
ترجمته في: الدرر الكامنة ٣/ ١٣٨ - ١٣٩، وتاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٣٣٦ والنجوم الزاهرة ١١/ ١٠٢، والذيل التام ١/ ٢٣٢.
(٢) في الأصل: طمس قدر كلمة.
(٣) في الأصل: طمس قدر كلمة.
(٤) في الأصل: طمس قدر كلمتين.
(٥) هو: محمد بن عبد القاهر. أبو المعالي الشهير بابن النّشّائي. توفي في رمضان سنة (٧٧٠ هـ). انظر تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٣٥٥.
(٦) ليس في الأصل. واستدركته من تاريخ ابن قاضي شهبة.
(٧) ما بين الحاصرتين عبارة مضطربة في: الأصل. وأثبت ما في تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٣١٨.

<<  <   >  >>