للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخطابة، كلُّ ذلك ولم يَصِلْ إلى الأربعين، وكان كثير الآداب والحِشمة والحَياء، له تودُّد زائدٌ إلى الناس، وكان قد نزل عن تدريس الشَّامية الجوانية لخاله قاضي القضاة تاج الدين السُّبكي، وعن تدريس الرُّكنيّة لولدٍ له صغير.

ووليَ قضاء العساكر بعده صاحبه وعشيره وخليله القاضي فتح الدّين ابن الشّهيد كاتبُ السرِّ، وخلع عليه بذلك، وخلع على ولده تاج الدّين بتوقيع الدَّست عوضًا عن بدر الدين المذكور .

ولما كان يوم الأربعاء تاسع عشره: حضَرَ قاضي القضاة تاج الدين السبكي الشافعي تدريس الجوانية عوضًا عن ابن أخته بحكم نزوله لهُ عنها.

وخرجَ الرَّكبُ من دمشق نهار الإثنين سادس عشره، وأميرُ الحاج الأمير طَيْبُغا الدّوادار أحدُ مقدمي الألوف، وقاضي الرَّكب الشيخ شهاب الدين المَلْكَاوي.

أثناء هذا الشَّهر خُلع على الأمير علم الدين سليمان ابن الأمير علم الدين البصراوي [بنَظَرِ] (١) الحرمين القدس والخليل.

وفي هذا الشّهر المُبارك ظهر بدمشق وبلدان كثيرة حولها طاعونٌ سُمِّي: الخَطَّافُ، يخطف الرجل، أو المرأة [أو الصَّبيَ] (٢) في اليوم أو اليومين أو الثلاثة (٣)، وزادتِ المَوْتى بدمشق في اليوم عن المئةِ وأزيد.

وفي أواخر هذا الشهر رَخُصَتِ الأسعارُ، وأُبيعَ القمحُ بدونِ المئتين، والله الحمد والمنّة.

شهر ذي القعدة، أوّلُه الإثنين. استَهلَّ هذا الشهرُ وقد رَخُصتِ الأسعارُ، ونزلت الغَرَارةُ إلى دون المئة بعدما كانت وصلت إلى نحو الثلاثمئة، والغَزَارة الشَّعير أبيعت بنحو الأربعين بعدما كانت [زادَتْ عن] (٤) سبعين، ورَخُصَ الخبزُ حتى صار رِطلين بدرهم ولله الحمد والمنة.

ولكن كثُرَ الموتُ بسبب الفناء، ومات في النَّهار نحو المئتين من الرجال والنساء والأطفال، ودعا (٥) النَّاس في الجُمَع.


(١) في الأصل: طمس قدر كلمة.
(٢) في الأصل: طمس قدر كلمة.
(٣) في الأصل: (الثالث). والأشبه ما أثبته. انظر الذيل التام ١/ ٢٢.
(٤) في الأصل: طمس قدر كلمتين.
(٥) في الأصل (دعى). وهو غلط

<<  <   >  >>