للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورجع الخطيب جلال الدين (١) إلى الخطابة في ثاني (٢) عشرَ المحرم، وعُزل عنها البدر بن الحداد.

وباشر الصاحب شمس الدين (٣) نظر الجامع والأسرى والأوقاف قاطبة يوم الإثنين، ثم خُلع عليه وأضيف إليه شرف الدين بن صَصْرَى في نظر الجامع، وكان ناظره مستقلًا به قَبْلَهما.

وفي يوم عاشوراء قدم أسَندَمِر إلى دمشق متوليًا نيابة حماة (٤)، وسافر إليها بعد سبعة أيام.

وفي المحرم باشر بدر الدين بن الحداد نظر المارستان عوضًا عن شمس الدين بن الخطيري ووقعت منازعة بين صدر الدين بن الوكيل (٥) وبين الصدر سليمان الكردي بسبب العذراوية، وكتبوا في ابن الوكيل (٦) محضرًا يتضمن من القبائح والفضائح والكفريات على ابن الوكيل (٧)، فبادر ابن الوكيل إلى القاضي تقي الدين بن سليمان الحنبلي، فحكم بإسلامه وحَقَن دَمَه، وحَكَم بإسقاط التَّعزير عنه والحكم بعدالته واستحقاقه للمناصب (٨) وأشهد عليه بذلك في شهر المحرم المذكور (٩)، ولكن خرجت عنه المدرستان العذراوية لسليمان الكردي، والشَّامية الجوانية للأمين سالم، ولم يبق معه سوى دار الحديث الأشرفية.

وفي ليلة الإثنين السابع من صفر وصل النجم محمد بن عثمان البصراوي من مصر متوليًا الوزارة بالشام، ومعه توقيع بالحسبة لأخيه فخر الدين سليمان، فباشرا المنصبين بالجامع، ونزلا بدرب سفون الذي يقال له: درب ابن أبي الهيجاء، ثم انتقل الوزير إلى دار الأعسر عند باب البريد، واستمر نظر الخزانة لعز الدين أحمد بن القلانسي أخي الشيخ جلال الدين.

وفي مستهل ربيع الأول باشر القاضي جمال الدين الزُّرَعي (١٠) قضاء القضاة بمصر عوضًا عن ابن جماعة، وكان قد أخذ منه قبل ذلك في ذي الحجة مشيخة الشيوخ، وأُعيدت إلى الكريم الأملي وأُخذت منه الخطابة أيضًا.


(١) يعني القزويني.
(٢) في ط: سابع عشر. وفي أ: ثامن عشر، وأثبتنا ما في ب وهو الصواب، وقد مر ذكره في آخر الأحداث السنة الماضية.
(٣) في ب: شمس الدين غبريال.
(٤) النجوم الزاهرة (٩/ ١١) وفيه: عوضًا عن قبجق حيث نقل إلى نيابة حلب.
(٥) في الأصل وأ وط: المرحل، وأثبتنا ما في ب والدارس (١/ ٣٧٧).
(٦) في ط: إلى الوكيل.
(٧) ليست في ب والذي فيه: وهموا بكتابة محضر يتضمّن أشياء على ابن الوكيل. وهو أشبه.
(٨) ليست في ب، وفي ط: وكانت هذه هفوة من الحنبلي.
(٩) في ط: وكانت هذه هفوة من الحنبلي.
(١٠) هو: سليمان بن عمر بن سالم الزرعي. سيأتي في وفيات سنة (٧٣٤ هـ).

<<  <   >  >>