للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقلت أتصريد وشَحْطٌ وغربة ... فهذا لعمري نأُيها واغترابها

وحكم الرَّخم والبوم كحكم الصردِ والغراب. وهم يقولون: إن لئام الطير ثلاثة، الغربان والرخم والبوم.

كذلك أمر الجراد عندهم لأنهم تنظروا منه الجرد لأنه مختلف الألوان فهو عندهم كحوادث الزمان.

أما الهدهد فأمره من أولئك بعيد، فهو عندهم غرة النجح، وآية اليُمن، وسبيل الهداية. ويزعمون أنه الذي كان يدل سليمان صلوات الله عليه على مواضع الماء في أعماق الأرض. ويقولون أن القُنْزُعةَ التي على رأسه ثواب من الله على ما كان من بره بأمه لأن أمه لما ماتت جعل قبرها على رأسه

وشعارهم إذا استمعوا من الطير ما يروعهم أن يقولوا طائر الله لا طائرك أما ما سوى الطير من الحيوان فهم يتشاءمون منه بالأعضب، والأعور، والأبتر والقعيد، والنطيح.

فالأعضب المكسور القرن، أو المشقوق الأذن. والأبتر المقطوع الذنَب والقعيد ما أتاك من ورائك من ظبي أو طائر. والنطيح ما استقبلك من أمامك من طائر أو ظبي أو وحش

أما النبات فهم يتشاءمون منه بالغرب والبان كما علمت، وبالخلاف لأنه سبيل القطيعة. ويتيمنون بالريحان لأنهم أخذوا منه الروح. وربما نظروا إلى مرارة طعمه فتشاءموا به

<<  <  ج: ص:  >  >>