الصحراء، وألبسوهم دروع الحديد، وأهالوا عليهم الرمال المتقدة، وأخذوا يرضخونهم بالحجارة، حتى تفادى الرجلان ذلك العذاب المرّ بظاهرة من الكفر. وفيهما وفي أمثالهما أنزل الله بقوله (إلا مَنْ أُكرِهَ وقَلْبُهُ مُطْمَئنٌّ بِالإيَمانِ) فأمّا المرأة فاعتصمت بالصبر، وقرّت على العذاب، وأبت أن تعطي القوم ما سألوا من الكفر بعد الإيمان فذهبوا بروحها، وأفظعوا قتلها.
وغير سمية كثيرات احتملن فوق ما احتملت.
فمنهنّ من كانوا يلقونها، ويحمون لها مكاوي الحديد، ثم يضعونها بين أعطاف جلدها ويدعون الأطفال يعبثون بعينها حتى يذهب بصرها.
ومنهن من كانوا يسقونها العسل، ويوثقونها بالأغلال، ثم يلقونها بين الرمال ولها حرٌّ يذيب اللحم، ويصهر العظم، حتى يقتلها الظمأ.
وكان عمرو بن الخطاب وهو على دينه القديم، يتولى تعذيب جارية مسلمة