ذلك مثل الكمال في أسمى فضائله. على أن الإسلام قد أباح للناس أن يشتقوا بالدمع ويستريحوا إلى البكاء. فقد حدث البخاري أن رسول الله حمل ابناً لابنته زينب قد حُضر ونفسه تقعقع في صدره. ففاضت عيناه. فقال له سعد بن معاذ؛ ما هذا يا رسول الله؟ قال: هذه رحمة وضعها الله في قلوب من شاء من عباده، ولا يرحم الله من عباده إلا الرحماء أما ما سوى البكاء، فقد لعن رسول الله الصالقة والحالقة والشاقة.
بل لقد أمرت إذا مَر أعز موتاها - إلا زوجها - ثلاثة أيام أن تعود إلى سابق عهدها من زينة وطيب.
فقد روى البخاري عن زينب ابنة سلمة أنها دخلت على زينب بنت جحش زوج رسول الله حين توفى أخوها. فدعت بطيب فمست منه. ثم قالت: أما والله مالي بالطيب من حاجة؛ غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر: لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تجدّ على ميت فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً.