كذلك عمد الإسلام إلى قلب المرأة العربية فاستل سخيمته، وأخرج ضغينته وطهره من غل الثائر، ونزعة الانتقام. وقد كان ذلك من أشد ما يجيش به صدرها، وتهتف به نفسها، ويقذف حممه فمها ولسانها. فاليوم وقد شرع الله القصاص في الدنيا والآخرة واستنقذ العرب من مفارق الفرق، ومنازع الفتن، وألف بين قلوبهم فأصبحوا بنعمته إخوانا، فقد تبدّل الحقد وُدَّا، واستحالت البغضاء ولاء.
وأني يكون لسخائهم النفوس، وتطلب الأوتار، من أثر في صدر المرأة العربية
المسلمة، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الداعين بدعوة الجاهلية وقال: ليس منا من دعا بدعوة الجاهلية. وما دعوة الجاهلية إلا أن يقول الرجل أو المرأة: يالفَلان. فتعقد الألوية، وتجاش الجيوش، وتنتضي السيوف، وتخلص الدماء إن ظالماً وإن مظلوماً.