وهل طوى قلب على أشدّ وأهول مما طوى عليه قلب هند ابنة عتبة، من سموم الموجدة ونيران العداوة لرسول الله، وآل بيته؟ فهم الذين قتلوا آلها يوم بدر، واستقادوا زوجها يوم زحفهم على مكة. وهي التي أهدر نبي الله دمها يوم فتح مكة جزاء تمثيلها بُجثْمان عمه حمزة يوم أُحد؛ فجاءته مقنعة تبايعه فقالت: يا رسول الله الحمد لله الذي أظهر الدين الذي لنفسه لتنفعني رحمك. يا محمد إني امرأة مؤمنة بالله؛ مصدقة برسوله ثم كشفت عن نقابها فقالت: أنا هند بنت عتبة فقال رسول الله: مرحبا بك، فقالت: والله ما كان على الأرض من أهل خباء أحب إليَّ أن يذلوا من خبائك، ولقد أصبحت وما على الأرض أهل خباء أحب إليَّ أن يعزوا من خبائك.