للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ففي سبيل الله، وفي سبيل دينه، ما غسل الدم، وزالت الوحشة، وأُتلفت نوافر القلوب.

وكما أنّ الله طهر نفس المرأة من نزعة الحقد، وأبرأ قلبها من قرحة الغلّ، كذلك حسر عن عقلها حجاب الجهل؛ ونزع عن إدراكها غشاء الأباطيل. فلم تخضع لعقيدة فاسدة، ولم ترضخ لوهم ممُوه. وعلمت أنّ الله قد أسدل حجُب الغيب دون أوليائه وأصفيائه، فلم تطلبه، أو تحاول كشفه؛ فطويت بذلك صحف الكهان والعرافين؛ وزواجر الطير؛ وطوارق الحصى. وأمثال كل أولئك؛ من كل ذوي لغو مموهّ، وظن مُرجّم، وظلالة باطلة. وتبينت أن الأمر كله بيد الله، وأنه وحده مقلب القلوب، ومُحَول الحالات، فلم تَحْتَل على الحبّ واللقاء؛ والبُرْء والشفاء.

ومدّ حبل العُمُر؛ وردّ سهم القَدَر؛ بتعليق الخرزات؛ والاستقاء بمائها؛ ولا يقل الرقي، وعقد التمائم. فلم يكن مفزعها في الأمر كله إلا الدعوة الصالحة: والرجا الطيب في الله وحده. وبطل ما كانت تعتقد في المعاني التي ألبسها الخيال لَبوساً من الأشباح المترائية. فلم تعد تعتقد في صور الهواتف؛ ولا أصداء الأرواح

<<  <  ج: ص:  >  >>