وحدثت برزة بنت رافع: لما خرج العطاء أرسل عمر إلى زينب بنت جحش بالذي لها. فلما دخل عليها قالت: غفر الله لعمري! غيري من أخوتي أمهات المؤمنين كان أقوى على قسم هذا مني. قالوا: هذا كله لك فاستترت منه بثوب وقالت: صبوه واطرحوا عليه ثوباً. ثم قالت لي: أدخلي يدك فاقبضي منه قبضة فاذهبي به إلى بني فلان وبني فلان - من أهل رحمها وأيتامها - حتى بقيت بقية تحت
الثوب. فقالت لها برزة: غفر ما تحت الثوب.
وحدث محمد بن كعب قال: كان عطاء زينب اثني عشر ألف درهم حمل إليها فقسمته في أهل رحمها، وفي أهل الحاجة، وحتى أتت عليه. فبلغ عمر فقال: هذه امرأة يراد بها خير. فوقف على بابها وأرسل بالسلام وقال: قد بلغني ما فرقت، فأرسل إليها بألف درهم لتنفقها، فسلكت بها طريق ذلك المال.
وقالت زينب حين حضرتها الوفاة: إني قد أعددت كفني. ولعل عمر سيبعث إلي بكفن فإن بعث بكفن فتصدقوا بأحدهما. إن استطعتم إذا دليتموني أن تصدقوا بحقوي فافعلوا.
وكانت سكينة بنت الحسين تجود بكل ما تجد من مال. فإن لم يكن مال فبدملج تنزعه، أو سوار.
وخرجت عاتكة بنت يزيد بن معاوية عن مالها كله لفقراء آل أبي سفيان.