أتينا بهم مائة فارس ... من السافكين الخرام العبيطا
وهم مائتا ألف ذي مَوْنَسٍ ... يئط العراقان منهم أطيطا
رأيت غزالة إن طرَّحَتْ ... بمكة هودجها والغبيطا
سمت للعراقين في جمعها ... فلاقى العراقان بطيطا
ألا يستحي الله أهل العرا ... ق أن قلدوا الغانيات السموطا
وخيل غزالة تسبي النساء ... وتحوي النهاب وتحوي النبيطا
وقتلت غزالة في موقعة الكوفة بين شبيب وبين الحجاج، غافلتها فرقة من جند الحجاج من ورائها بينما كانت تخوض في صدور جنده.
ومن بعد قُوَّض جند شبيب وعفا أثره.
وبعد فذلك شيء من حديث النساء في الحروب أفضنا فيه بعض القول لعلم أن المرأة لم تدع للرجل فضيلة يَثْنى عطفه بها. وما كان سيئ من ذلك لجفوة في الخُلق. ولا نبوة في الطبع، وهن الخَفِرات اللواتي يفرن من المدينة ويرتمين على الموت. وما كانت شجاعتهن أثراً من الغلظة إلى الدماء، ولكنها كما أسلفنا قوة فاضت بها وفْرَتَ الصبر وابتعثتها قوة اليقين. وإذا كانت أثبت من الرجل إيماناً، وأصبر منه على ريب الزمان، فما لها لا تكون في ساعة المحنة أبسل منه وأشد؟
وإذا كان العرب يقولون: الشجاعة صبر ساعة فلم لا تكون أشجع الناس عند البلاء وهي أصبرهم على البلاء؟