للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت عمرة الجُمَحِية - من سرَاة بني جُمَح - يجتمع إليها الشعراء والرواة في دارها، فتستمع لكل، وتوازن بينهم جميعاً.

وكثير من هؤلاء خصصن بنقد الشعر فيه قوة الخيال، وروعة الجمال ومن عيون هؤلاء أسماء وعُلَيَّة ابنتا المهدي وأختا الرشيد في الدولة العباسية، وحفصه بنت الحاج الركونية - من شريفات غرناطة وحسيباتها - وولاّدة بنت الخليفة المستكفي في الأندلس.

ونحن أولئك مرسلو القول في تبسط العقائل للشعراء وتأثير رأيهن وحكمهن في أنفسهم.

وكان أبو محْجَن نُصيب بن ربَاح مولى أسود حالك السواد. فاضت به عاطفة الشعر فظهر له فيه أثر حميد. وهو الذي نسوق عنه ذلك الحديث:

قال إنه خرج هو وكُثير والأحوص غب يوم أمطرت فيه السماء، فقال هل لكم في أن نركب جميعاً فنسير حتى نأتي العقيق فنمتع فيه أبصارنا؟ فقالوا نعم. فركبوا أفضل ما يقدرون عليه من الدواب، ولبسوا أحسن ما يقدرون عليه من الثياب،

وتنكروا. ثم ساروا حتى أتوا العقيق، فجعلوا يتصفحون ويرون بعض ما يشتهون. حتى رفع لهم سواد عظيم فأموه، حتى أتوه، فإذا وصائف ورجال من الموالي ونساء بارزات، فسألنهم أن ينزلوا فاستحوا أن يجيبوهن من أول وهلة، فقالوا لا نستطيع أن نمضي في حاجة لنا، فخلفنهم أن يرجعوا إليهن ففعلوا، وأتوا فسألنهن النزول فنزلوا، ودخلت امرأة من النساء فاستأذنت لهم فلم تلبث أن جاءت المرأة فقالت ادخلو، فدخلنا على امرأة جميلة برزة على فرش لها، فرحبت وحيت، وإذا كراسي موضوعة. فجلسنا جميعاً في صف واحد كل إنسان على كرسي، فقالت

<<  <  ج: ص:  >  >>