والسريان والهند، حتى كانت بغداد وقرطبة وما سواهما من مدن العراق والأندلس مسارح للكثيرات منهن ممن خصصن بعلاج الأجسام ما ظهر منها وما بطن.
ومن هؤلاء أخت الحفيد بن زهر الأندلسي وابنتها. فقد حدّث صاحب طبقات الأطباء عن نفوذهن في فروع الطب جميعاً وفي أمراض النساء خاصة، وكان المنصور بن أبي عامر وارث الخلافة الأموية بالأندلس لا يدعو لنسائه وعامة أهله غيرهما.
ومنهن زينب طبيبة بني أود وكان أخص ما برعت فيه علاج العين بالجراحة أو إجراء العمليات الجراحية للعين.
وغير أولئك كثيرات وسنختصهن ببحث طويل في الجزء الثالث من هذا الكتاب. ولا يفوتنا أن نختم حديثنا بشيء مما كتبه الكاتب الفيلسوف العظيم جوستاف لوبون في كتابه حضارة عن المرأة المسلمة وأثرها العلمي، قال:
أما نباهة شأن المرأة وسمو مكانها في عصور العرب الواهية، فما ينبئ عنه عدد اللواتي امتزن بنفاذهن في العلوم والآداب من نساء العرب
ولقد نبغ منهن عدد موفور في العهد الأموي بالأندلس والعباسي ببلاد المشرق. ولنذكر من بين أولئك وَلاَّدَة بنت المستكفي بالله أمير المؤمنين بالأندلس.
كتب كوند مجملا عمن كتب من مؤرخي العرب عن الخليفة الأموي عبد الرحمن الناصر قال: كان هذا الخليفة وسط ما يحيط به من بدائع الزهراء وعجائبها يسره أن يستمع الغناء مما كانت تصوغه جاريته وصاحبة سره مُزنة من الأناشيد العذبة الرقيقة. ومن أولئك الناهضات النابهات عائشة إحدى