قالوا: ومر قوم فاستخرجوا امرأ القيس من البئر فعاود حيّه واستاق مائة من الإبل وقصد إلى فتاته، فقالت: والله ما أدرى أزوجي هو أم لا، ولكن انحروا له جزوراً فأطعموه من كرشها وذنبها. فلما أتوه بهما قال: وأين الكَبد والسّنام وأبى أن يأكل.
فقالت: اسقوه لبناً حاذراً. فأباه وقال: أين الصريف والرثيئة؟ فقالت: افرشوا له بين الفرث والدم. فأبى أن ينام وقال: افرشوا لي فوق التَّلْعَة الحمراء، واضربوا عليها خباء. ثم أرسلت إليه: هلم شريطتي إليك في المسائل الثلاث. فأرسل إليها أن سلي عما شئت فقالت: مم تختلج شفتاك؟ قال: لشربي المُشعشعات. قالت: فمم يختلج كشحاك؟ قال: للبس الحَبِرات. قالت: فمم يختلج فخذاك؟ قال: لركض المطهمات. قالت: هذا زوجي لعمري فعليكم به، ودونكم العبد فاقتلوه.
هل أتاك حديث شنٍّ - وكان رجلاً من دهاة العرب وعقلائهم - إذ قال: والله لأُطوَفَنّ حتى أجد امرأة مثلى أتزوجها. فبينما هو في بعض مسيره غذ وافقه رجل في الطريق. فسأله: أين تريد؟ فقال: موضع كذا - يريد القرية التي يقصدها شنّ - فوافقه، حتى إذا أخذا في مسيرهما قال له شنٌ: أتحملني أم أحملك؟ فقال له الرجل: يا جاهل أنا راكب وأنت راكب، فكيف أحملك أو تحملني؟! فسكت عنه شَنٌّ. وسار حتى إذا قرُبا من القرية إذا بزرع قد استحصد. فقال شنٌّ. أترى هذا الزرع أُكل أم لا فقال له الرجل: يا جاهل ترى نبتاً مُستحصداً فتقول أُكل أم لا؟ فسكت عنه شنٌّ، حتى