الجند ويقدّمها بين يدي موكبه في طريقه إلى الحج، وهي في نضرة العمر وربيع الشباب! أو كما يقول الطبري كان المهدي في موكبه يسير وابنته البانوقة تسير بين يديه في هيأة الفتيان عليها قَباء أسود ومنطقة وشاشية متقلدة السيف وقد رفع ثدياها القباء لنهودهما. . .!.
فهل رأيت كيف أبرز المهدي ربيبة الخلافة وسليلة العباس وعقيلة بني هاشم ونصبها للعيون في زي يجتذب الأبصار ويستقيد النظار؟!
ولم تطل حياة البانوقة بل هصرها الموت في مقتَبل الشباب فأخلت الطريق لأختيها عُليَّة والعباسة.
فأما علية فكانت شاعرة مغنية جميلة متجملة، روت لها كتب الأدب كثيراً الشعر الغنائي، وفي كثير ما رووا تشبيبها بفتيين من مماليك الرشيد يُدعى أحدهما طَلاّّ والآخر رشا، وربما زجرها الرشيد فصفحت اسميهما وجعلت أولهما ظِلاًّ والثاني زينب وهما تصحيف طل ورشا
ومن قولها في طل:
أيا سروة البستان طال تشوقي ... فهل لي إلى ظل إليك سبيل
متى يلتقي من ليس يُقْضَى خروجه ... وليس لمن يَهوى إليه دخول
عسى الله أن نرتاح من كربة لنا ... فيلقى اغتباطاً خلةٌ وخليل