ومن قولها في رشا:
وجد الفؤاد بزينبا ... وجداً شديداً متعبا
أصبحت من كلفي بها ... أدعى سقيما منصبا
ولقد كنيت عن اسمها ... عمداً لكيلا تغضبا
وجعلت زينب سترة ... وكتمت أمراً معجبا
قالت وقد عز الوصا ... ل ولم أجد مذهبا
والله لا تلث المودّ ... ة أو تنال الكوكبا
ومن قولها فيه وقد حلف ألا يشرب النبيذ:
قد ثبت الخاتم في خنصري ... إذ جاءني منك تجنيك
حرّمتُ شرب الراح إذ عفتها ... فلست في شيء أعاصيك
فلو تطوعت لعوضتني ... منه رضاب الريق من فيك
فيالها عندي من نعمة ... لست بها ما عشت أجزيك
يا زينباً قد أرَّقَتْ مقلتي ... أمتعني الله بُحبيَّك
وكان الرشيد يستمع غناءها غير متحرج، وذكر صاحب الأغاني أنها تغنت وأخزها يُزمر لها بقولها:
تحبب فإنّ الحب داعية الحب ... وكم من بعيد الدار مستوجب القرب
تَبصَّر فإن حُدَّثْتَ أن أخا هوى ... نجا سالما فارج النجاة من الحب
إذا لم يكن في الحب سخط ولا رضا ... فأين حلاوات الرسائل والكتب
وكان في جبين عُلية سعة غير مستحسنة فاخترعت له العصابة وهي شُقَّة من الحرير محلاة بصنوف الجوهر فسترت عيبها وزادتها جمالاً.
وأما العباسة فقد قال المؤرخون في أمر صلتها بجعفر بن يحيى البرمكي ما قالوا،